الأحد، 22 ديسمبر 2013

مؤلف الرواية التي حطمت مبيعات الارقام القياسية


ريتشارد باخ

مؤلف الرواية التي حطمت مبيعات كل الارقام القياسية

الكاتب الامريكي ريتشارد باخ (1936) هو مؤلف رواية "جونثان ليفينجستون سيكوال" والتي إحتلت مركز الصدارة على كل الاعمال الأدبية وغير الأدبية ، كما حطمت مبيعاتها كل الأرقام القياسية منذ رواية "ذهب مع الريح"

 

عجز ستة وعشرون ناشرًا عن معرفة أهمية رواية  "جونثان ليفينجستون سيكوال"  التي تصدرت لائحة الكتب الاكثر مبيعًا. وتدور الرواية – التي تقل كلماتها عن 10000 كلمة – حول طائر نورس يستمتع بالطيران. ولكن المحررة إلينور فريدى، التي تعمل في دار نشر ماكميلان، أدركت أهمية الكتاب وأقنعت شركتها بأن تنشر له الرواية، فطبعت الشركة 7500 نسخة منها فقط وخصصت ميزانية إعلانات صغيرة للترويج للرواية. وتنبأ ناشر آخر بأن الكتاب لن يحقق الإنتشار التي تحققه كتب الجيب على الإطلاق. إلى أن مطبعة أفون بوكس اشترت حقوق نشرها فى كتاب للجيب. وقبل إصدار نسخة في حجم الجيب منها، قام المعجبون بالدعاية الكافية لها.

 على الرغم من انها إحتاجت الى عامين من الوقت، إلا أن رواية "جونثان ليفينجستون سيكوال" تصدرت قائمة مجلة نيويورك تاميز للكتب الأكثر مبيعًا، وظلت كذلك طوال ثمانية وثلاثين أسبوعًا. وقد باعت الرواية أكثر من مليون نسخة عام 1972 فقط، بعدما ظهرت على غلاف مجلة تايمز التي صدرت في 13 من نوفمبر عام 1972. وفي غضون خمس سنوات باعت الرواية أكثر من سبعة ملايين نسخة في الولايات المتحدة وثلاثين مليون نسخة في كل أنحاء العالم. وقد إنشغل انشغل باخ بعروض الأفلام التي انهالت عليه وطلبات الظهور في البرامج التلفزيونية . وفي عام 2007، كان باخ قد كتب ثلاثة عشر كتابًا آخر، لكنها لم تحقق النجاح الذي حققته رواية "جونثان ليفينجستون سيكوال"
المصدر: كتاب سر النجاح ليس سرًا.

السبت، 21 ديسمبر 2013

بعد 250 خسارة، فارس التاريخ


إدى أركارو



فاز الفرس إدى أركارو (1916-1997) بجائزة سباقات الخيول أميركان كلاسيك

أكثر من اي فارس آخر في التاريخ، وكان الفارس الوحيد الذي فاز بجائزة
تريبل كراون مرتين.
 
يتجة أغلب الفرسان الطموحين الى ولاية كنتاكي، وهذا هو المكان المناسب الذي توجه إليه إدى أركارو وهو في الخامسة عشر من عمره؛ حيث كان يحصل على 15 دولارًا أمريكياً في الأسبوع مقابل عدوه بالخيول. ولكن هذا العمل أفقده كرامته؛ فقد قال له رئيسه "توم ماكافرى" انه غير مؤهل لأن يكون فارساً، فأخفى أركارو دموعه وواصل امتطاء الخيل.

 وبعناد غريب لا يتناسب مع صغر سنه، لملم أغراضه البسيطة وأزال تراب ولاية كنتاكي عن حذائه وإتجه غربًا الى كاليفونيا، حيث وجد هناك عملاً مع مدرب الخيول كلارنس دافنسون، وقد سمح دافنسون لأركارو بركوب الخيل فى أول سباق له في 18 مايو عام 1931، ولكن أركارو خسر السباق، وفي السباق التالي خسر أيضًا ولكن أركارو كان يتمتع بإصرار كبير منعه من الاستلام بعد بضعة اخفاقات. وطوال الاشهر الثمانية التالية، ظل يخوض السباقات، ولم يفقد دافنسون ايمانه به هو الاخر؛ فقد رأى فيه القدرة على أن يكون فارسًا، وكان بعد كل خسارة لأركارو يجلس معه ويناقشه في كل خطأ ارتكبه.

وبمثابرة مذهلة، ظل أركارو يخوض السباقات ويخسر، وبعدما خسر 250 سباقا فاز أركارو في يناير عام 1932 قبل ان يتم عامة السادس عشر وتحسنت مهاراتة بفضل ارشادات دافنسون . ولكن في عام 1934، انكسرت عظام جمجمته، كما انكسر ضلعاه، وأصيب بثقب في رئته بعدما سقط من على حصانه في شيغاغو. وعندما توقف أركارو عن اللعب طوال شهرين، باع دافنسون عقده الى كالومت فارمز.



 
 تعافى  أركارو بسرعة وعاد إلى السباق. وبعد أربع سنوات – وتحديدًا عام 1938 – حصل على جائزتة الأولى عن سباق كنتاكي ديربىز وفي عام 1941، وبعد عشر سنوات من سماعة أنه غير مؤهل لأن يكون فارسًا، أصبح أركارو خامس فارس يحصل على جائزة تربيل كراون وفاز بحصانه " ويلاواي" في سباق كنتاكى ديربى، كما فاز بجائزة بريكنيس ستاكس وأيضًا جائزة بيلمونت ستاكس ، وقد أعاد التاريخ نفسه في عام 1948 عندما فاز أوركارو بجائزة تريبيل كراون بحصانه "سيتاشن". ويعد أوركارو الفارس الوحيد الذى فاز بجائزة تربيل كراون أكثر من مرة. وقد خاض أركارو طوال حياته المهنية كفارس – والتى استمرت واحدًا وثلاثين عامًا – 24092 سباقًا ، وفاز بعدد من الجوائز بلغت 4779 جائزة وتقلد المراكز الثلاثة الأولى 11888 مرة، وسجل أرقامًا قياسية 554 مرة. وقد أهلته مهارته لأن يُطلَق عليه اسم "الأستاذ". وقد تم تكريمه في قاعة المشاهير لسباقات الخيول عام 1958 ، وذلك قبل ثلاثث سنوات من تقاعده من اللعبة.
 
المصدر: كتاب سر النجاح ليس سرًا.

الأحد، 8 ديسمبر 2013

رسائل الحب


في خضم صراعنا اليومي مع تكاليف الحياة، ننشغل أحيانا بالجانب المادي من حياتنا، الأمر الذي ينسينا الجانب الروحي منها، لكن البعض الآخر يذكرنا دائما بضرورة أن نوازن ما بين الروح والمادة، مثلما الحال مع قصة الأمريكية ليندا بريمنر، التي تزوجت صغيرة ثم طلقت ثم تزوجت ثم طلقت مرة أخرى، بحصاد ولد وابنة وطفل صغير، آندي، الذي كان عمره 8 سنوات في شهر نوفمبر من عام 1980 حين تلقى أول خطاب مؤازرة، ليعينه على تحمل آلام علاج سرطان الدم واللوكيميا الذي نزل به.

مهما كان العلاج مؤلما أو محطما، كانت الرسائل التي تشد من آزر آندي تهون عليه وتنجح في وضع ابتسامة على هذا الوجه الذي كان الموت يجذبه نحوه يوما بعد يوم، على أن تلك الرسائل بدأت تقل يوما بعد يوم مع استمرار أمد علاج آندي، حتى انقطعت تماما، ولاحظت أمه ليندا تراجع معنويات آندي لانقطاع تلك الرسائل، حتى جاء يوم دخلت عليه أمه برسالة من صديق سري، حوت كلمات تشجيع ومؤازرة، نجحت في وضع الابتسامة على وجه آندي من جديد.

بعدها، بدأت رسائل الصديق السري تصل كل يوم، حتى مر شهر حين وجدت ليندا ابنها يرسم لوحة صغيرة فيها حصانين مجنحين، واحد يرمز له، وواحد يرمز لصديقه السري، وحين رفعت أمه الرسم، وجدت آندي يذيل الرسم برسالة حب وشكر وجهها لأمه، فالصغير أدرك أنها هي التي تكتب له هذه الرسائل وترسلها له بالبريد كل يوم، وما هي إلا أربع سنوات بعد اكتشاف المرض لديه، حتى فارق آندي دنيانا.
بعد وفاته شعرت أمه بكآبة شديدة، ونال الحزن والألم منها كل مبلغ، وبينما كانت تحصر متعلقات ابنها الراحل، وجدت ليندا قائمة بأصدقاء آندي ممن يعانون من أمراض الموت مثله، والذين كانوا يراسلونه بدورهم، وهنا قررت ليندا أن تمارس دور الصديق السري مع كل أفراد هذه القائمة، لكي تشد من ازرهم وتصبرهم على ما يمرون به، وقبل أن تنتهي من مراسلة كل القائمة، جاءها رد من طفل صغير يعبر عن سعادته الغامرة بأن هناك من لا يزال يتذكر أنه على قيد الحياة. هذه الكلمات القليلة جعلت ليندا تدرك أن هناك من يعانون أكثر منها، ويحتاجون مؤازرتها لهم.
وما هي إلا أيام ووردت إليها رسالة شكر من طفل آخر، وهنا عرفت ليندا ما يجب عليها فعله، وعرفت الغرض الذي يجب أن تعيش من أجله، وأقسمت أن تكتب رسائل وخطابات إلى كل طفل في حاجة إلى هذه الرسائل، حتى يشفى أو يمسي بدون حاجة لهذه الرسائل. كانت خطاباتها قصيرة، إيجابية، وتبعث على التفاؤل والأمل، وكانت الردود تأتيها من الأطفال ومن آبائهم وأمهاتهم، يشكرونها على إحياء الأمل وتهوين الأمر عليهم.
بدأت ليندا تحصل على مساعدة من الأصدقاء والجيران، تنوعت ما بين كتابة تلك الرسائل إلى تضمينها في أظرف ولصق الطوابع عليها وكتابة العناوين وانتهاء بإرسالها عبر البريد، وأطلقت اسم رسائل الحب Love Letters على هذه المجموعة الصغيرة من المتطوعين. ما هي إلا برهة من الزمن حتى تبين للمجموعة العدد الضخم من المحتاجين لما يقدمونه، وكذلك قلة الموارد المتوفرة، فهي كانت مجموعة لا تهدف إلى الربح، وكان النفقات تأتي من تبرعات أفراد المجموعة، وكان مكان العمل مقدم تطوعا من أفراد المجموعة، وكان من اللازم التنظيم وتوفير التمويل.
بدأت الجهات الخيرية تقدم لهم ما يمكنها (حتى أوبرا وينفري)، وبدأت المجموعة تدق الأبواب للحصول على المزيد من المساعدات، حتى بلغ عدد الجهات التي رفضت المساهمة أكثر من 40 شركة كبيرة، لكن رغم هذا الرفض، لم تتأخر المجموعة (المكونة في البداية من 35 متطوعا) عن إرسال خطاب مستقبله بحاجة إليه، وحين كان الفريق يعجز عن التمويل، كان الناس يتقدمون لسد الفراغ والمساهمة، كل بما يستطيعه.
بعد مرور 10 سنوات على أول رسالة من ليندا، بلغ عدد رسائل الحب ستين ألفا كل عام، بمعدل رسالة لكل 1100 طفل أسبوعيا، بالإضافة إلى 100 رسالة تهنئة وهدية شهريا بمناسبة ذكرى مولد الأطفال، وأما بخصوص الأطفال الذين يمرون بمرحلة حرجة من صراعهم مع المرض، كانت المجموعة ترسل لهم رسالة يومية حتى يخرج الطفل من مرحلة الخطر.
في كل سنة، تخسر المجموعة 200 طفل، إما بسبب شفائهم، وإما بسبب رحيلهم، وللأسف، تحصل المجموعة بشكل دوري على أسماء أطفال جدد يحتاجون لخدماتهم. في 2 مارس 2006 رحلت ليندا عن عالمنا، بعد صراع مع المرض، وخلفت ابنة وابنا، وخمسا من الأحفاد. بعد رحيلها، لم نعد نسمع كثيرا عن رسائل الحب، على أن الكثيرين تعلموا من ليندا، وانطلقوا يسيرون على ذات الدرب الذي سارت عليه.

المصدر: مدونة شبايك.

قصة الحقائب الجلدية


في عام 2004، كان إيلي ريش Eli Reich، محب الطبيعة والخضار، الاستشاري والمهندس الميكانيكي، العامل لدى شركة توليد الطاقة من الرياح، عائدا إلى بيته على دراجته الهوائية، حين سرق أحدهم حقيبته. أراد إيلي شراء حقيبة أخرى، لكنه فكر، لماذا لا يصنع حقيبة من خلال إعادة تدوير مواد من واقع بيئته؟ حين نظر حوله وجد إيلي أن استخدامه لدراجته كل يوم جعله يبدل الكثير من الإطارات الداخلية لدراجته، هذه الإطارات المطاطية بقيت عنده بدون استخدام.
مستعملا خبرته ودراسته، شرع إيلي في تصميم حقيبة له مستخدما هذه الإطارات المطاطية المهملة وبدأ يستعملها في عمله. نالت الحقيبة المطاطية الناتجة إعجاب من شاهدها (خاصة وأنها مقاومة لتسرب المياه!)، وبدأ الإعجاب يتحول إلى طلبات شراء، عندها أضاء مصباح الأفكار في رأسه، ووجدها إيلي فرصة لبدء مشروع تجاري ناجح. حصل إيلي على نصائح من أصدقائه وأوائل عملائه لتطوير وتحسين تصميم الحقيبة المطاطية أكثر وأكثر، الأمر الذي أدى لزيادة الطلبات، حتى أن المحال التجارية بدأت تطلب منه شراء هذه الحقائب لبيعها. استقال إيلي من عمله وحصل على ترخيص لإنشاء شركته التي أسماها بضائع ألكمي Alchemy Goods، وانطلاقا من الدور السفلي في المبنى الذي يقطن فيه بدأ تصنيع المزيد من هذه الحقائب المطاطية وأما شعار شركته فهو: تحويل غير المفيد إلى مفيد.
كان معدل التصنيع من 5 إلى 10 حقائب في الشهر، ثم بدأ يستعين بآخرين لمساعدته، حتى انتهى في عامه الأول من تصنيع 125 حقيبة، وكانت وسيلته التسويقية الأولى هي كلمات الثناء من أفواه مشتري حقائبه، وتتراوح أسعار حقائبه من 30 إلى 88 وحتى 174 دولار فأكثر للحقيبة الواحدة.
 
المصدر: مدونة شبايك.

حتى لا يصيبك الدوار، انظر إلى الأفق البعيد

جاء ميلاد تيم روبل Tim Roupell في ويمبلدون بانجلترا في عام 1955، وتفرقت سنوات شبابه ما بين الغربة في ألمانيا واليمن وهونج كونج، مرافقا لوالده الذي خدم في الجيش البريطاني، وما بين المدارس الداخلية، على أنه هجر مقاعد الدراسة وعمره 18 سنة ليعمل في وظيفة توفرت حيث كان يعمل أخوه الأكبر، وكان عمله كمسؤول مشتريات يجلب عليه المال الوفير (بمعايير ذلك الوقت)، حتى أنه استسلم لرهن عقاري تطلب دفعات مالية شهرية، واعتاد شيئا فشيئا على حياة الترف والمرح.

بعد انقضاء عشر سنين عليه في وظيفته، تبين له أنه يمقت هذه الوظيفة، وأنه يريد أن يعمل لصالحه، وأن يكون حرا، مدير نفسه. لأنه لم يحصل على درجة علمية، فهو أدرك أن فرص إطلاق نشاط تجاري خاص محدودة أمامه، وتوصل إلى نتيجة مفادها أن عليه صنع شيء بيديه ليبيعه، وفي حالته هو، وجد أنه اشتهر عنه أنه يصنع ساندويتشات / شطائر طيبة الطعم، وامتد تفكيره إلى رفاقه من الموظفين العاملين حيث كان يعمل، إذ لم يتوفر لهم وقتها فرصة شراء طعام سريع وذي جودة عالية يأتيهم حتى عتبات مكاتبهم، فجمع ما بين الاثنين ورأى أن أمامه فرصة طيبة ليبدأ عمله الخاص.
الطريف أن قطار التغيير نال منه هو الآخر، إذا وبينما يفكر في هذا الأمر، جاءه الخبر من شركته باستغنائهم عن خدماته وصرفه من العمل. بسرعة بدأ تيم العمل، إذا استثمر مبلغ 800 جنيه إسترليني في شراء ماكينة تقطيع اللحوم إلى شرائح، واشترى بضعة باقات قش لحمل الشطائر، وأثقل في الطلب من صديق حتى سمح له باستعمال الدور السفلي من محله ليعمل وينطلق منه، وهكذا كانت البداية.
العمل الجديد كان له متطلباته الشاقة، مثل الاستيقاظ في الرابعة والنصف صباحا، من أجل إعداد الساندويتشات، وبعدها يبدأ تيم في الطواف على المكاتب التجارية حاملا باقات الشطائر، ورغم أنها وظيفة تتطلب الجلد والصبر، وتقبل النظرة الدونية من المشترين، ناهيك على أن رفاق الأمس نظروا إليه على أنه مجنون، لكن حصيلة مبيعات اليوم الأول كان 35 شطيرة مباعة، وهو ما أعلن رسميا انطلاق ديلي بريد Daily Bread أو الخبز اليومي.
بدأت المبيعات تزيد، ما مكن تيم من توظيف آخرين ليساعدوه في عمله، الأمر الذي ساعده على تقديم أطباق تحوي ساندويتشات وأطعمة جانبية، ذات سعر أعلى. هذا التوسع البسيط صاحبه مشاكل تنظيمية بالجملة، مثل العثور على طلبة جامعيين يريدون عملا جانبيا، ويقبلون الطواف على الموظفين في دور عملهم، ويكونوا ناجحين في بيع الشطائر، لكن الأهم ملتزمين، ففي الأيام التي لا يأتي فيها هؤلاء الباعة الجائلين، كان تيم يقوم بنفسه بالطواف على المكاتب لبيع شطائره. بعد انقضاء العام الأول، كان لدى تيم 5 موظفين منتظمين، واستطاع الانتقال إلى مقر جديد خاص به.
لا يقف قطار التغيير أبدا، فبعد مرور 10 سنوات على هذه البداية، تعرض المشروع لأزمة عنيفة، إذ مرت السوق الانجليزية بأزمة كساد، وخسر تيم أكبر عميلين عنده، وتراجعت المبيعات بوتيرة كبيرة ومؤلمة، وكانت المرة الأولى التي يعاني فيها مشروع الخبز اليومي من الخسارة. في محاولة منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، افتتح تيم محلا لشطائره، لكنها كانت محاولة خاسرة بشدة، إذ بعد 45 يوما من الافتتاح أغلق تيم هذا المحل، فالشطائر كانت لا تتحرك، ولم يجد مشترين لساندويتشاته، وكانت خطوة مؤلمة بكل المعاني، جاءت مثل الضربة القاصمة التي كادت تدفع تيم نحو الإفلاس.
جلس تيم ليفكر ماذا سيفعل، فهو قد بلغ الأربعين، وعنده زوجه وأولاد ثلاثة، وتجارة تعب كثيرا حتى قامت أركانها، وعنده بغض شديد للعمل لدى الغير، لكنه كذلك كان يملك ورقة صغيرة يلصقها أمامه على طاولته، كتب عليها: حتى لا تشعر بدوار البحر، ركز عينيك على الأفق الواسع (بمعنى عندما تركب في السفينة ويصيبك دوار / دوخة بسبب اهتزازها، فإن علاجك هو أن تركز ناظريك على الأفق البعيد، لأنه بعده يعطي الإيحاء بأنه ثابت لا يتحرك، فيقلل من شعور الدوار والغثيان)، وهو كناية عن ضرورة التفكير بعيد المدى طويل الأجل.
في آخر ثانية، وعلى غرار المسلسلات التليفزيونية التي يأتي الفرج فيها في آخر مقطع من آخر حلقة، تلقى تيم طلبا كبيرا من متعهد إقامة حفلات، وكانت هذه هي نقطة التحول في تاريخ تيم وشركته وخبزه. مع انتظام طلبات هذا المتعهد، أدرك تيم أن العمل مع كبار العملاء وعلى مستوى الجملة هو أكثر مجال يجلب له الربح ويقلل المصاريف التشغيلية لشركته، فرغم تراجع هامش الربح على مستوى الشطيرة الواحدة، لكن بيع مئات الشطائر دفعة واحدة أفضل من الطواف على مواقع كثيرة وبيع أرقام صغيرة هنا وهناك. حين تيقن تيم من صحة هذا الاكتشاف، قرر وقف بيع الشطائر عبر الباقات الطوافة، والتركيز على البيع بالجملة لكبار المشترين.
جاء كما هو متوقع له، إذا تنقل تيم من نجاح لآخر، وتزايدت المبيعات رابحة، حتى باع تيم شركته كلها لشركة أمريكية، بمبلغ ثقيل لكن غير معلن عنه، مع بقاء تيم على رأس العمل، ليدير شركته حتى تصبح أكبر وأكثر انتشارا.
 
المصدر: مدونة شبايك.

عمل وعمره 14 سنة

 عمل وعمره 14 سنة في محل بيع أحذية الكثير، فبالتجربة تعلم أن الناس تشتري الحذاء على 3 خطوات، الأولى إعجابهم بالشكل الخارجي، الثانية تجربته، الثالثة مناقشة السعر. ما كان يساعد فعليا عملية شراء الأحذية هي إعلانات مشاهير الرياضيين وهم يدعمون ماركة حذاء ما، لا أكثر. في هذا الصيف باع حمل ثقيل من الأحذية نتيجة اكتشافه هذا. من وظيفة للثانية، ومن إجازة صيفية للتالية، حتى تعلم الشراء من الموزع الرئيس بسعر منخفض والبيع بنفسه، الأمر الذي جعله يتعلم أن يبيع فقط الأشياء التي يريد هو شرائها لنفسه.
ذهبت عوائد تجارته هذه في شراء اسطوانات الموسيقى (سي دي) وما بقي بعدها استثمره في شراء برنامج قواعد البيانات فايل ميكر برو، والذي اشتراه لغرض مساعدته في تنظيم الأغاني الكثيرة التي كانت عنده، ليعرف أي أغنية على أي اسطوانة وأي ألبوم عنده وكل هذه الأمور التي يهتم لها المراهقون.
بعد عدة شهور من التجارب، توصل لبرمجة برنامج متكامل خاص به أسماه AudioFile، ينظم كل ما لديه من مخزون موسيقي، بحيث أمكنه أن يعرف كل الأغاني التي عنده وأن يصل إلى مكانها بسهولة. أخذ يفكر، حتما هناك أناس غيره بحاجة لبرنامج مثل هذا، وعليه استغل بزوغ نجم شبكة انترنت، ووفر نسخة مجانية من برنامجه هذا للتنزيل عبر شبكة انترنت، وكان التطبيق المجاني يقبل بيانات 25 قرص موسيقي، ومن يريد أكثر عليه دفع 20 دولار لإزالة هذا الحد. هذا البرنامج وحده عاد عليه بأكثر من 50 ألف دولار وكان أول عميل له من ألمانيا، كل هذا وهو في بداية المرحلة الجامعية، إنه جيسون فرايد، أحد مؤسسي موقع 37signals.com ويمكنك قراءة المزيد عن قصته في مجلة>

المصدر: مدونة شبايك.

السبت، 7 ديسمبر 2013

لا تمل من طرق الأبواب

 
شابة أمريكية صغيرة كان عمرها 12 سنة حين شاهدت خلال إجازتها الصيفية من عام 1990 مظاهرة للتعريف باحتفالية يوم الأرض، وكيف أن القمامة التي نهدرها ما هي إلا إهدار للموارد، وتسميم للأرض، وضرر للإنسان. نظرت الفتاة الصغيرة إلى مدينتها فلم تجد فيها أي برنامج حكومي لإعادة تدوير Recycling وتقليل الفاقد من مخلفات المدينة، إنها لورا بيث موور Laura-Beth Moore، المولودة في مدينة هيوستن.

رغم صغر سنها، لكنها امتلكت همة يغبطها عليها الكبير والصغير، فعلى مر شهور إجازتها الصيفية الثلاثة، أخذت لورا تناقش عمدة المدينة في أهمية توفير نظام لتدوير القمامة والمخلفات في كل المدينة، وحين نظرت العمدة باستهزاء لهذه الصغيرة التي تتحدث في أمور أكبر من سنها، لم ينل هذا الرفض من معنويات لورا، وتحولت لتحاول الحديث مع مسؤولين حكوميين آخرين في المدينة، لكن هؤلاء بدورهم طلبوا منها أن تجعل شخصا كبير السن يحدثهم بدلا منها، وحين توقفوا عن تلقي اتصالاتها الهاتفية، تحولت للكتابة لهم شارحة طلبها وأهميته، للبيئة وللمدينة وللبلد.
على أنه بعد مرور ستة أشهر من محاولاتها، أعلنت إدارة المدينة عن برنامج لإعادة تدوير المخلفات في بعض أحياء المدينة، لكن الحي الذي تقطن فيه لورا لم يكن من ضمن الأحياء المشمولة في هذا البرنامج، وكان التبرير الحكومي أن تنفيذ هذا البرنامج في كل الأحياء أمر غير مجدي اقتصاديا. لم تتقبل لورا ذلك، فهي الابنة التي رباها والداها على حقيقة أنه ليس هناك شيء ذا قيمة يأتي بسهولة ودون تعب في هذه الحياة، وأن على المرء أن يجتهد لأقصى قدرته في كل صغيرة وكبيرة، وأنه مهما كان صوتك صغيرا، فهو قادر على أن يصنع فرقا.
قررت لورا تغيير إستراتيجيتها، فبدلا من مخاطبة المنظمات الحكومية، تحولت لتخاطب الشركات والمؤسسات الخاصة، وبدأت بالشركات العاملة في مجال إعادة التدوير، لكن هؤلاء بدورهم استخفوا بالحديث مع طفلة صغيرة السن. في هذه الأثناء، كانت والدة لورا تراقب محاولاتها عن قرب، وهي تركتها تناطح وتكافح لكي تتعلم درسا مفاده أنه لا يمكن مناطحة النظام السائد والأمر الواقع، لكن هذه الأم لم تكن تدرك أنها في حقيقة الأمر كانت هي من يتعلم درسا قيما في المثابرة والكفاح والاجتهاد، من طفلة ذات 12 ربيعا.
مع كل رفض، زاد إصرار لورا على الاستمرار، وعلمت أنها اقتربت قدر خطوة من هدفها، كما أخبرت من كتب قصتها. كانت سياسة لورا قائمة على الاستمرار في الاتصال بكل من يمكنه المساعدة، حتى تعثر على شخص ليساعدها فعلا. حين تأخر ظهور هذا الشخص، قررت لورا الاعتماد على نفسها وتصميم برنامجها الخاص لإعادة التدوير، انطلاقا من الحي الذي تسكن فيه. عندها أخذت لورا تطوف على كل الشركات والجهات التي توفر برامج إعادة تدوير مماثلة، لتتعلم منها كيف يمكن وضع خطة ذاتية التمويل لتنفيذ برنامج إعادة تدوير، حتى تمكنت في النهاية من وضع ملامح برنامج يمكن تطبيقه فعلا.
بدأت لورا بجيرانها، وعرضت عليهم فكرتها، الأمر الذي أكسبها مشجعين ومتبرعين، وكانت أول عقبة في طريقها توفير مكان كبير يمكن تخزين فيه مخلفات الحي من أجل إعادة تدويرها واستخدامها، ونظرت فوجدت أن مدرسة الحي هي أفضل حل، لكن ناظر المدرسة لم يكن أفضل حالا من سابقيه، فرفض الفكرة ثم رفض تلقي اتصالات لورا ورسائلها، وكعادتها زاد إصرار لورا مع هذا الرفض، وأخذت تخاطب الجيران وأولياء أمور التلاميذ، حتى لانت رأس الناظر بعد شهور طويلة بفضل مساندة مجموعة من أولياء الأمور.
كان ربيع 1991 موعد أول تجمع للمئات من أهل الحي من أجل تسليم مخلفاتهم وقمامتهم القابلة لإعادة التدوير، وتبرع متبرعون لمساعدة لورا في التخلص من القمامة، ومنهم من أتوا بشاحناتهم لنقل المخلفات إلى مصانع إعادة التدوير، على أنه مع تكرار هذه التجمعات الأسبوعية، بدأ عدد المتبرعين ينخفض كثيرا. عندها قررت لورا التضحية بمصروفها الشهري في دفع إيجار شاحنة تتولى نقل المخلفات إلى مصانع إعادة تدوير الورق والألمنيوم والزجاج والبلاستيك وغيره، واستمر الحال على ذلك لمدة عامين، حتى أنه في أحد المرات نقلت الشاحنة ما وزنه 17 طن من القمامة والتي كانت إما ستحرق أو تلقى في باطن الأرض لتختلط بعناصرها وتسبب التلوث بشتى صوره، لكنها بفضل لورا أعيد استخدامها لتدخل في صنع أشياء أخرى مفيدة للإنسان وللبيئة.
واستمر الحال حتى جاءت عمدة جديدة للمدينة، والتي قررت تطبيق برامج إعادة تدوير ناجحة لكل الأحياء، وحين طلبت من المسؤولين أن يضعوا لها خطة لإعادة تدوير مخلفات المدينة عرفوا فورا بمن يتصلون، وهذه المرة دق هاتف لورا، معلنا لها أن مجلس المدينة هو من يريد التحدث معها!

المصدر: مدونة شبايك.

شاحنات ألعاب الفيديو

في عام ،2006 وبعدما انتهى الحفل الذي أقامه سكوط نوفيس Scott Novis لابنه الصغير بمناسبة الذكرى الرابعة لميلاده، شعر الأب بعدم الرضا عن مستوى الترفيه في القاعة التي استأجرها، فلم يكن هناك من يراقب الأطفال وأين يذهبون، ولم تكن الألعاب الترفيهية بالتي تجذب الصغار وتمتعهم. كان سكوط من العاملين في مجال برمجة وتصميم ألعاب الفيديو وكان ممن عملوا لدى شركة ديزني لألعاب الفيديو، وفوق ذلك فهو محب للألعاب الإلكترونية وعاشق لها.
عاد سكوط إلى بيته وقرر ابتكار حل لشعوره هذا، جاء في صورة سيارة شاحنة، أعاد تزينها من الداخل وجعلها صالة متنقلة تحمل شاشات تليفزيون عملاقة وحديثة، وتحوي أفضل الأجهزة الصوتية، وأشهر أجهزة ألعاب الفيديو (كونصول)، ليعلن عن مقدم أول شاحنة ألعاب فيديو تقبل حتى 16 لاعبا في وقت واحد، وتأسيس شركته GameTruck. لتعريف الناس بخدماته، قرر سكوط تنظيم حفل لذكرى ميلاد صديق له، ومن بعدها عرفه الناس ومن شاحنة إلى أكثر ومن بلد إلى أخرى. وأما أسعار خدماته في البداية فكانت 75 دولار للساعة الواحدة، أو 500 دولار ليوم بأكمله.
مؤخرا بلغ عدد الشاحنات 40 تعمل من خلال 20 موقعا داخل الأراضي الأمريكية، تحقق عوائد سنوية قدرها 2 مليون دولار وتوظف 12 عاملا. كل ما تحتاجه الشاحنة هو مكان لوقوفها، وعملاء ليتمتعوا بخدماتها، وهي أثبتت فعاليتها مع الأمهات الراغبات في إقامة حفلات لصغارهن، كما أن الألعاب الإلكترونية على متن هذه الشاحنات عادة ما تكون جماعية، حيث يلعب الجلوس ضد بعضهم البعض، وهو ما يزيد من جو المرح والمتعة.

المصدر: مدونة شبايك.

الشرطي الذي أبصر أبعد من عمله

لا يختلف الشرطي الأمريكي الأسمر وين بيرتون Wayne Barton من الخارج عن أي شرطي مفتول العضلات تراه أمامك، ذلك لأن اختلافه يأتي من داخله، نابعا من قلبه الكبير. حين بدأ عمله كشرطي في عام 1980، فإنه تدرج من العمل على ظهر دراجة بخارية يجوب بها شوارع مدينة بوكا راتون Boca Raton بولاية فلوريدا، إلى العمل في قسم مكافحة المخدرات، حيث شاهد كيف حكم تجار الموت شوارع المدينة وأحيائها وأكثروا فيها الفساد.
خلال عمله في عام 1985 تلقى بيرتون عدة شكاوى من قاطني حي ما أن الشرطة ترفض الاستجابة لبلاغات أهل هذا الحي من كثرة مشاكله والعنف المتفشي بين أرجائه. بحث بيرتون في الأمر فوجد أن هذا الحي يعاني من قلة الاهتمام به والرعاية، ومن انتشار الجريمة في شوارعه، ومن فقدان ساكنيه لافتخارهم بالسكن في حي مثل هذا الحي. نظر بيرتون ما الذي يمكن له أن يقدمه لأهل هذا الحي، فلم يجد سوى نفسه، ولذا قرر تنظيم حفل شواء في حديقة الحي، دعا إليها من يريد الحضور، شريطة أن يساهم في بعض أعمال النظافة، وفي تنظيف الحديقة بعد هذا الحفل.
جاءت الوجبة المجانية بمفعول السحر، إذ حضر 190 مدعوا ليذوقوا كرم بيرتون، ولم يكن عليهم سوى تنظيف الحي، فرفعوا هياكل السيارات القديمة من الشوارع، وقصوا الحشائش العشوائية، ودهنوا الأسوار التي علتها الدهانات والألوان الفجة. لم يقف بيرتون عند هذا الحد، إذ بدأ يدق أبواب سكان الحي، وبدأ يسأل عما ينقصهم، فهذا البيت اشترى له مستلزمات المدارس، وهذا أعطاه بعض النقود، وهذا ذهب مع أهله للمتجر لشراء بعض البقالة… كل هذا من ماله ووقته الخاص!!
بعد تنظيف قمامة الشوارع، جاء وقت تنظيف قمامة البشر، حيث عمد بيرتون إلى مطاردة تجار المخدرات النشيطين في هذا الحي، لكن هؤلاء التجار كانوا الآباء والإخوان والأولاد لسكان هذا الحي، الأمر الذي أكسب بيرتون عداوة أهل الحي، حتى أنه تلقى تهديدات بالقتل، وزج في السجن برجل شرع فعل في محاولة قتله، وبدأت عبارات التهديد والوعيد له تكتب على حوائط طرقات الحي.
كاد كل ما قدمه يضيع هباء، لولا اجتماع مع سكان الحي حضره بيرتون، وشهد تعالي أصوات الحضور الغاضبة منه والراغبة في إبعاده، حتى تقدمت سيدة من الحضور وطلبت الكلمة، وحكت قصتها، التي تمحورت حول قدرتها الآن على الخروج من باب بيتها إلى الشارع دون خوف، وكيف أنها لم تعد تنام على الأرض اتقاء لشر طلقة رصاصة عابرة من جيران الشر، وأنها بدأت تعرف معنى الأمان في منزلها، وكل هذا بفضل هذا الرجل، الذي زج بالمجرمين خلف القضبان، وأبدل جحيم الحي الذي تسكنه مكانا يمكن العيش فيه بسلام وعزة نفس.
هذه الكلمة شجعت آخرين ليتقدموا ويحكوا قصصا مماثلة، وبدأت روح العداء تتبدل إلى نظرة امتنان وعرفان، الأمر الذي ساعد بيرتون على تنفيذ بقية خططه، مثل افتتاح مركز الشرطة الذي يعمل فيه لمركز تدريب لصغار الحي يُلقي دروس العلم فيه متطوعون لمساعدة تلاميذ الحي على استذكار دروسهم، وبعدها افتتحوا معمل حواسيب / كمبيوترات، وأقاموا ندوات للآباء لمساعدتهم على التعلم ونيل الشهادات ليزيدوا فرصهم في الحصول على وظائف أفضل مما في عالم الجريمة.
كان كلما عانى أهل الحي من مشكلة تقدم بيرتون لمحاولة حلها، وبعد مرور عام، تغيرت الصورة تماما، فما أن تظهر الشرطة في الحي حتى يحيها السكان بالامتنان، وبدأ أهل الحي يهتمون به وساعدوا الشرطة على القبض على فلول المجرمين الرافضين للتغيير. بعد قضائه 20 عاما في الخدمة، تقاعد بيرتون وبمساعدة رجال أعمال أسس مؤسسة لمساعدة الناس لكي يساعدوا غيرهم، وتولى رعاية التلاميذ ومكافأتهم على نبوغهم العلمي، وبدأ يعد البرامج التعليمية والثقافية لهم، وأرسل العديد منهم للجامعات، وأعد كذلك برامج تغذية لتوصيل الطعام إلى غير القدرين على شرائه…

المصدر مدونة شبايك.

صدى الصوت في غياب الضوء

لم يخطر في بال ذلك المتنمر الذي تسلل من وراء الصبي الأعمى ليضربه على وجهه ويجري، أن هذا الصغير قادر على الجري وراءه مثل الريح، ولم يتمكن عقله الصغير من تفسير هذا الصوت الذي يطلقه الكفيف الصغير من فمه، كان كل ما شعر به المتنمر هو ضربة هوت على وجهه من كف الصبي الأسود الذي لحق به وأوقفه وأخذ القصاص بيده.

وهو ابن شهور في هذه الدنيا، خسر بن اندروود Ben Underwood بصره لمرض السرطان، ولم يفهم أحد بعدها كيف تمكن بن من تطوير حاسة السمع لديه لتعتمد على نظرية صدى الصوت في تحديد مواقع الأجسام أو Echolocation، كل ما فهمه بن الصغير هو أن حين يطرقع بلسانه، يعود الصوت إلى أذنيه بطريقة خاصة، تعكس له طبيعة الأجسام من حوله، وبشكل آلي، بدأ بن يطرقع بلسانه ليعرف محيطه وما فيه.
وراء كل ناجح صغير شخص وضعه على أول الطريق، وفي حالة بن كانت أمه التي – كما كتبت هي – كانت تجعله يقف على الطرقات وتقول له ضع يدك هنا، هذا هو جانب الطريق وهو ذو طبيعة خشنة، ثم ضع يدك هناك حيث مسار السيارات، وستجد الطريق ناعما من كثرة المرور فوقه، وكذلك فعل أخوته. بهذا المنوال بدأ بن الصغير يدرب أذنيه على تحديد الفرق بين ارتداد صدى الصوت وفق موقعه وحسب الأجسام من حوله. هذا التدريب أتى ثماره فيما بعد، حتى أن بن بدأ يدرك حركة الأجسام بأذنيه.
هذا التدريب مكنه من ممارسة حياته اليومية والرياضة واللعب مع الرفاق بدون عوائق، كما كان يكتب على لوحة المفاتيح بمعدل 60 كلمة في الدقيقة، وكان يهوى تأليف قصص الخيال العلمي، لكن بن لم يكن كفئا ليهزم مرض السرطان الذي عاود الهجوم عليه وانتصر، ليموت بن بأيام قليلة قبل أن يتم 17 سنة من عمره.

المصدر مدونة شبايك.

الجمعة، 6 ديسمبر 2013

قصة الطبيب فرانسيسكو

حمل الطبيب فرانسيسكو Francisco Bucio الشاب ذي السبعة والعشرين أحلاما كبيرة، إذ كان على وشك تحقيق حلمه بممارسة الطب ومهنة الجراحة، على أنه في شهر سبتمبر من عام ١٩٨٥، وبينما هو في الدور الخامس من مستشفى مكسيكو سيتي، وقع الزلزال المدمر الذي حصد آلاف الأرواح، وترك الطبيب الشاب تحت ركام أدوار خمسة من مبنى المستشفي الذي كان.
في ظلام دامس، يسوده أنين الجرحى و وزفرات الموتي من حوله، تلمس فرانسيسكو جسده فوجد يده اليمنى محشورة تحت عامود خراساني جعل من المستحيل تحريكها… بحكم عمله، علم فرانسيسكو أن عدم وصول الدم إلى اليد نهايته فسادها وتوجب بترها، وهذا البتر يعني ضمن ما يعنيه نهاية أحلامه في مجال الطب والجراحة.
على مر أيام أربعة، ذهب فيها فرانسيسكو في رحلات ما بين اليقظة وفقدان الوعي، وبين الفزع وبين الخوف على يده المحشورة. خارج كومة الركام كانت فرق الإنقاذ تعمل ليل نهار، وكذلك والد فرانسيسكو وإخوته، الذين لم يفقدوا الأمل في العثور على فرانسيسكو حيا، وهو ما تحقق لهم بعد أيام متواصلة من البحث والتنقيب وسط الركام ورفع الأنقاض. ولم يفسد فرحة العثور على الطبيب الشاب حيا سوى إجماع فريق الإنقاذ على توجب بتر اليد اليمنى لإخراجه من تحت الركام.
علمًَا منهم بقوة أحلام ابنهم الذي يريد أن يكون جراحا، رفض ذوو فرانسيسكو هذا الاقتراح، الأمر الذي دفع فرق الإنقاذ للعمل لساعات على رفع العامود الخراساني الذي حبس اليد اليمنى تحته. بعد تحرير اليد اليمنى، والإسراع به إلى المستشفى، لم يكن الحال بأفضل مما اقترحه فريق الإنقاذ. انحباس الدم جعل أعصاب اليد تموت فلا تنمو، وجعل بتر الأصابع الأربعة من اليمنى أمر لا جدال فيه للحفاظ على سلامة بقية الجسد، وهو ما كان…
بعدما فاق من عملياته الجراحية في يده، أحصى فرانسيسكو خسائره، وبدأ يفكر كيف يعوض ما فقده. كيف يمكن له أن يكون جراحا بيد واحدة؟ قاده تفكيره للعثور على طبيب آخر متخصص في نقل أصابع القدم لزرعها في اليد، لعلاج من هم في مثل حال فرانسيسكو، وهو ما كان، حيث نقل له إصبعين من قدمه إلى يده اليمنى، بعد عملية جراحية جمعت ثمانية من الجراحين، امتدت على مد 14 ساعة، وجرت تحت مناظير الميكروسكوب، لوصل الأعصاب والأوردة والشرايين.
كانت هذه مجرد البداية، إذ تطلب الأمر تدريب الجسم والعقل والعين واليد على هذا التغيير غير الطبيعي. كان لزاما على فرانسيسكو عمل تدريبات طويلة ومؤلمة، وفي أغلب الأحيان غير ناجحة، على استعمال أصابعه الجديدة. كان مجرد مسك القلم وفك الأزرار عملية مؤلمة وطويلة وغير دقيقة، لكن بعد مرور شهر ونصف على العلمية الجراحية الطويلة، تمكن فرانسيسكو من توقيع اسمه بيده اليمنى.
بعدها بدأ في زيادة الحمل التدريبي، إلى تقطيع الخضروات والفاكهة والحياكة والكتابة. طوال هذا الوقت كان يقول لنفسه إن اليد مجهزة للتكيف مع كل ما يطلب منها، لولا أن ذلك يتطلب تدريبا طويلا جدا، وصبرا عميقا لا ينفد، وروح معنوية عالية لا تخمد..
بعد مرور بعض الوقت، وبعد تحقيق بعض النتائج الطيبة في تدريباته، عاد فرانسيسكو إلى مكسيكو سيتي، إلى ذات المستشفى التي خسر فيها أصابعه، وبدأ يزاول ما كان متاحا من تعلم الطب وممارسته. كان ما يقدمه الصغير والقليل من مهام الطب ، وكانت بدايته مع تنظيف الجروح وتضميدها، وكان يدرب نفسه دون تكاسل على التعامل مع أدوات الطب وخياطة الجروح.
في خضم كل هذا، راقبه من بعيد طبيب مقيم في المستشفى، حتى سأله ذات يوم إن كان يريد مساعدته في عملية جراحية سيجريها على مريض، وكان ظن فرانسيسكو أن الأمر سيقف عند التضميد والتنظيف وغلق الجرح، لكن الطبيب المقيم بدأ في عمله، ثم توقف في منتصفه، ثم نظر إلى فرانسيسكو وقال له: أكمل أنت النصف الثاني من الجراحة.
كانت المفاجأة قوية، لكن فرانسيسكو لم يكن ليفوتها أو يفسدها، ولذا جاهد على مد ساعة لينفذ المطلوب، على الرغم من أن أي طبيب آخر كان ليحتاج ١٠ دقائق فقط لينهي المطلوب، لكن هذه الساعة أعلنت عن قدرات هذا الجراح الذي أطلق عليه البعض الطبيب الذي يجري العلميات الجراحية بقدمه، وهو لا يبالي بهذه التسمية، إذ تحمل في طياتها بعضا من الحقيقة.
بعدها تكرر الأمر وقل الوقت المطلوب للانتهاء من المهام الجراحية، وتخصص فرانسيسكو في الجراحات التجميلية التعويضية، وانتقل للعمل في المكسيك، ويقول فرانسيسكو عن عمله بأنه خاص عمليات جراحية شاقة، وبالتالي فهو يعرف جيدا الخوف الذي يعتري كل مريض يمر بالموقف ذاته.

المصدر: مدونة شبايك.

احرص على حلمك أكثر من حياتك

قصة روبرت لي دنهام، الأمريكي الأسمر الذي وعد أمه صغيرا وعدا فأوفى به.
جاء ميلاده في سبتمبر 1932 وانتقل صغيرا مع عائلته إلى مدينة نيويورك، وحين أتم دراسته الثانوية ألتحق بسلاح الطيران الأمريكي، ثم عاد إلى حي بروكلين ليلتحق بقسم شرطة المدينة. في صغره، وحين كان رفاقه يلعبون في الأزقة، كان روبرت يشغل نفسه بالبحث عن زجاجات اللبن الفارغة الملقاة في الطرقات ومستودعات المخلفات، ليعيدها إلى المتاجر في مقابل مالي زهيد. كذلك كان يعمل في تلميع أحذية المارة، وكان يعمل في توصيل الجرائد وطلبات محلات البقالة.
عملت أمه في غسل الملابس للآخرين كمصدر لدخل الأسرة، وحين كان يرى تعبها وعدها بأنه يوما سيكون لديه عمله التجاري الناجح مما سيغنيها عن هذا العمل المضني، لكن حتى والدته كانت تزجره وتذكره بدروسه، فقبله لم يحصل أحد من رجال العائلة على وظيفة أفضل من عامل يدوي أجير، ولذا كانت تعيد على مسامعه أنه لن يقدر يوما على فتح عمله التجاري الخاص.
ويبقى التعليم الجامعي غالي الثمن، ولذا لم يتوانى روبرت بعد إنهاء تعليمه الثانوي عن الالتحاق بسلاح الطيران الأمريكي، وفيه حيث تعلم طهي الطعام للضباط، وفيه أيضا حيث أدرك أنه يريد فتح مطعمه الخاص. هذا الإدراك ترسخ لديه بعدما ترك سلاح الطيران ليعمل على مر سنوات أربع في عديد من المطاعم والفنادق، وحين فكر في افتتاح مطعمه الخاص، عرف قبلها أن عليه تعلم بعض أساسيات إدارة الأعمال، ولذا سجل في مدرسة أعمال ذات دروس ليلية، لتمويل مصاريفها تقدم للعمل في شرطة نيويورك.
على مر 15 سنة، كان روبرت يعمل نهار في الشرطة، ومساء يعمل في وظيفة جانبية كنجار، مع حرصه على حضور دروس مدرسة الأعمال. كما يقول روبرت بنفسه، فلقد قضى 10 سنوات من عمله في الشرطة دون أن ينفق فلسا ولا مليما على الترفيه، لا سينما أو سفر في إجازة أو رحلات، كانت حياته عمل ودراسة وادخار، حتى جاء عام 1971 وفي رصيده مبلغ 42 ألف دولار. لقد سيطر حلمه عليه، وكان لتحقيق هذا الحلم شروط، منها رأس المال ومنها العلم.
لقد كان هذا العام وقت تنفيذ حلمه: افتتاح مطعم في حي بروكلين، لكن ما أدخره لم يكن كافيا، وحين دق أبواب البنوك طلبا للقرض، رفضوه. والحال كذلك، قرر روبرت تجربة دق أبواب تلك السلسلة الناشئة من مطاعم الوجبات السريعة، والتي حملت اسم ماكدونالدز، لكن حتى هؤلاء، كانوا مستعدين للتعاون معه على شرط، أن يفتتح مطعما داخل مدينة نيويورك، إذ إنه في هذا الوقت من التاريخ، لم يسبق لمحل من محلات ماكدونالدز أن فتح أبوابه هناك.
ليس هذا وحسب، كان على روبرت توفير مبلغ 150 ألف دولار فوق مدخراته لافتتاح هذا المطعم، وهو ما فعله بعد تفكير عميق، هداه إلى أنه قد أنفق من حياته وعمره، وتعلم بالتجربة وفي المدرسة، ما يؤهله لتجربة تنفيذ حلمه. فوق أن معظم أصدقائه حذروه من مغبة هذه الخطوة الخطيرة، فالمطعم يقع في حي هارلم الذي اشتهر بالعنف والإجرام الشديد.
رغم كل شيء، تمكن روبرت من اقتراض المال وافتتح الفرع الأول لمطاعم ماكدونالدز في حي هارلم في نيويورك. كانت الشهور الأولى كارثة كبرى، إذ شهد المطعم معارك بين عصابات المنطقة، وحوادث إطلاق نار، وسرقات، الأمر الذي طرد عملاء المطعم، كما أن العاملين معه كانوا يسرقون منه. بل إنه حين طلب روبرت من إدارة ماكدونالد مد يد العون، رفضوا حتى الذهاب إلى مطعمه، خوفا من دخول هذا الحي الفقير العنيف المخيف.
جلس روبرت ليفكر فيما زج بنفسه فيه، على أن وفائه لحلمه منعه من الاستسلام، ولذا قرر إيجاد حلول لمشاكله، بداية من انتشار الجريمة بين الشباب والصغار من أبناء الحي، وفكر كيف يستبدل العنف والجريمة لدى هؤلاء الشباب بشيء آخر، وبدأ بأن تحدث مع هؤلاء الخارجين عن القانون، وتحداهم ليصلحوا من حالهم ويعملوا من أجل مستقبل أفضل لهم، وساعدهم بأن عرض توظيف هؤلاء ‘المجرمين’ ليعملوا في مطعمه، من جهة أخرى، طبق روبرت نظاما أكثر صرامة لمراقبة صناديق إيداع المال، ليوقف السرقات الداخلية. على صعيد معاملة الزبائن، كان روبرت يعطي بنفسه للعاملين معه دروسا أسبوعية في كيفية معاملة العملاء والزبائن وخدمتهم.
لخدمة المجتمع من حوله، قدم روبرت رعاية مالية للفرق الرياضية وقدم منحا دراسية للشباب الصغير ليذهب إلى مقاعد الدراسة، وبمرور الوقت، تحسنت الظروف حتى أصبح هذا المطعم أكثر مطاعم ماكدونالدز ربحا، يحقق أكثر من مليون ونصف دولار في العام. بعدما كان العاملون في ماكدونالدز يخشون زيارته، ذهب راي كروك، أكبر مدير في ماكدونالدز، بنفسه ليشاهد بعينه هذا النجاح، ومضى روبرت ليفتتح المزيد من المطاعم ويوظف المزيد من العاملين. من الجهة الأخرى، لم تعد والدة روبرت بحاجة لغسل أي شيء، فلقد بر بقسمه لها!
في شهر مايو 2011 الماضي، كانت نهاية حياة هذا الحالم الأسمر. لدى ماكدونالدز اليوم أكبر عدد من مطاعمها في مدينة أمريكية في نيويورك.

المصدر: مدونة شبايك.

الخميس، 5 ديسمبر 2013

قصة راي كروك صانع نجاح سلسلة محلات ماكدونالدز

قصة صانع نجاح سلسلة محلات ماكدونالدز، الأمريكي رايموند (راي) كروك Ray Kroc الذي جاء مولده في عام 1902 في شيكاجو بولاية إلينوي، ولأنه كان يفضل العيش في أحلامه لا قراءة الكتب والاهتمام بدروسه، فلم يكن غريبا عليه هجرانه لمقاعد الدراسة في المرحلة الثانوية. حين بلغ 15 سنة، كانت الحرب العالمية الأولى مشتعلة، ولم يجد راي سوى أن يكذب بخصوص سنه الحقيقي لكي يحصل على وظيفة سائق سيارة إسعاف حربية، لكنه حين ذهب فعليا ليحصل على تدريبه لهذه الوظيفة، انتهت الحرب وعاد خالي الوفاض. مستمرا في رحلة البحث عن وظيفة أو عمل، بدأ راي تنمية مهاراته في العزف على البيانو، حتى حصل على وظيفة عازف في إذاعة راديو محلية جعلته يعزف ليلا.


وأما أثناء النهار، فحصل راي على وظيفة بائع أكواب ورقية في شركة ليلي تيوليب كب، وفيها حيث أثبت كفاءة بارعة ورغبة عارمة في العمل بجهد حتى أصبح أفضل بائع في الشركة، وهناك تعرف على إيرل برينس، تاجر وعصامي ناجح، اخترع آلة لصب المشروبات ومزجها معا، وسجل اختراعه هذا وبدأ يبيعه في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية. وعمره 37 سنة، أقنع بطلنا راي صديقه إيرل أن يبيعه حقوق استغلال منتجه هذا، ليستقيل راي بعدها من عمله، ويقضي 17 عاما من عمره بعدها في بيع الأكواب الورقية وآلة صب المشروبات هذه، في مختلف ربوع الولايات الأمريكية.

عمل في الليل وفي النهار

مستمرا في رحلة البحث عن وظيفة أو عمل، بدأ راي تنمية مهاراته في العزف على البيانو، حتى حصل على وظيفة عازف في إذاعة راديو محلية جعلته يعزف ليلا. وأما أثناء النهار، فحصل راي على وظيفة بائع أكواب ورقية في شركة ليلي تيوليب كب، حيث أثبت كفاءة بارعة ورغبة عارمة في العمل بجهد حتى أصبح أفضل بائع في الشركة، وهناك تعرف على إيرل برينس، تاجر ومخترع وعصامي ناجح، اخترع آلة صب المشروبات ومزجها معا، وسجل اختراعه هذا وبدأ يبيعه في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية. وعمره 37 سنة، أقنع راي إيرل أن يبيعه حقوق استغلال منتجه هذا، واستقال راي بعدها من عمله، ليقضي 17 عاما بعدها في بيع الأكواب الورقية وآلة صب المشروبات هذه، في مختلف ربوع الولايات الأمريكية.

باب ينغلق لينفتح آخر

بعدها بدأ راي يعاني من تراجع مستمر في مبيعاته، إذ بدأ الناس يزهدون في المشروبات التي تخرج من ماكيناته، رغم ذلك لاحظ راي أن الأخوين ديك (ريتشارد) و ماك (موريس) ماكدونالد هما من أكبر عملائه المستمرين في الشراء منه، خاصة حين طلبا شراء ثمان ماكينات صب المشروبات دفعة واحدة من أجل سلسلة مطاعمهما في كاليفورنيا الأمر الذي أثار فضوله، ولذا سافر للقاء الأخوين في عام 1954، وهناك لاحظ تطبيق مبدأ الخدمة الذاتية من العملاء، وعدم وجود طاولات أو مقاعد للجلوس، وتركيز الأخوين على طهي وتجهيز وبيع الشطائر والساندويتشات وشرائح البطاطس والمشروبات الباردة بشكل سريع وتقديمها على أطباق ورقية، بطريقة تشبه كثيرا خط تصنيع وتجميع السيارات، وهي الفكرة التي اقتبسها الأخوان من هنري فورد الشهير مؤسس شركة فورد لتصنيع السيارات، لكن الأهم من كل ذلك، لاحظ راي كفاءة الإدارة التي جعلت هذه الخدمات تقدم بسرعة وبجودة مقبولة وفي زمن قليل، الأمر الذي لم يكن معتادا بكثرة وقتها، لقد شاهد راي شيئا لم يره من قبل، ووجده شيئا يحتاجه العالم كله.

بعض الشجاعة لكسر الملل

لشعوره بالملل من وظيفته ومن عمله، ولرغبة جارفة داخله لإدخال تغيير على حياته، ولاستغلال فرص التوسع التي لمحها في مطاعم الأخوين ماكدونالد، قرر راي أن يخطو الخطوة الجريئة. لم يكن راي في أفضل حالاته وقتها، حتى أنه على المستوى الصحي كان يعاني من مرض السكر / السكري واستأصل الأطباء مرارته وغدته الدرقية، وعانى من التهاب المفاصل، لكنه كان واثقا من أن مستقبله سيتغير للأفضل. عرض راي على الأخوين ماكدونالد فكرته، فقد كان واثقا من نجاح فكرة توسعة نشاط سلسلة المطاعم لتغطي الولايات المتحدة كلها ومن بعدها العالم كله. حين سأله الأخوان ومن الشخص القادرة على إدارة توسعة نشاطهما بهذا القدر، أجابهما وماذا عني؟ كان الأخوان ماكدونالد قد وضعا أسس صناعة الطعام السريع، لكن نشر هذه الأسس كان بحاجة إلى شخصية فذة ساقاها القدر إليهما، وكان راي كروك لها، وهكذا حصل راي على الحقوق الحصرية من الأخوين.
الطريف أنه في هذا الوقت كان راي كروك قد تعرف على والت ديزني، وكان الأخير لا يزال يبني مدينة الأحلام ديزني لاند، وراسله راي طالبا منه السماح له بافتتاح مطاعم ماكدونالدز في مدينته الناشئة، لكن رسالته ذهبت دون رد، وعوضا عن شعوره بالمرارة، استمر راي في مخاطبة جميع الشركاء الذين بدوا الحل الأمثل لاستضافة مطاعم ماكدونالدز.

بداية الفرانشايز

في مارس 1955 أنشأ راي كروك شركة أنظمة ماكدونالدز، لتتحول إلى مؤسسة ماكدونالدز بعدها بخمس سنوات، وحصل على حق الفرنشايز Franchise (فرنشايز هو تعاقد تجاري بين طرفين، يعير علي أساسه الطرف الأول (مانح الامتياز) اسمه التجاري ونظام عمله للطرف الثاني المستفيد من التعاقد مقابل نسبة من المبيعات، ويحقق هذا النمط من التعاقد مزايا عديدة أكثر من التراخيص والتوكيلات التجارية التي يقتصر العمل فيها علي توزيع السلع التي أنتجتها الشركة الأم) وافتتح أول مطعم ماكدونالدز في ديس بلينس Des Plaines في أحياء مدينة شيكاجو في أبريل 1955 واستمر في التوسع حتى أصبحت سلسلة محلات ماكدونالدز تضم أكثر من 200 مطعم في عام 1960.
في بداية بيع الفرنشايز، كان راي يحصل على 1.9% من إجمالي مبيعات المطعم الذي يحمل اسم ماكدونالدز، يذهب نصفها إلى الأخوين ماكدونالد. في أول سنة، وجد راي أنه بالكاد يحصل على عائد يغطي مصاريفه.

الأرباح الكبيرة تأتي من العقارات

بعدها قابل راي العبقري المالي هاري سونينبورن، والذي أرشده إلى كيفية صنع الأرباح، ليس من بيع البرجر، بل الأراضي. أسس راي شركة عقارية لبيع وتأجير الأراضي، تؤجر الأراضي لمن يريد الحصول على حق الفرنشايز من مطاعم ماكدونالدز، وكان على هؤلاء إما دفع الإيجار ، أو 1.9% من إجمالي المبيعات، أيهما أكبر. بعدها بدأت المشاكل تدب بين راي والأخوين ماكدونالد، إذ أراد الأول تغيير أشياء لم يوافق عليها الأخوان، ولذا في عام 1961 اشترى راي النشاط كله من الأخوين ماكدونالد مقابل 2.7 مليون دولار، وأصبح متحكما في جميع أوجه النشاط وإدارته.
كان راي كروك عنيفا مع المنافسين، ظهر ذلك واضحا من البداية حين رفض الأخوان ماكدونالد بيع محلهما الأول له (والذي كان يحمل اسم The Big M لأنهما باعا حقوق استغلال الاسم)، فما كان منه إلا وافتتح مطعما مقابلا لهم ونافسهم بقوة مميتة حتى اضطرا في النهاية لقبول عرضه بشراء مطعمهما. عن ذلك يقول راي إنها الطريقة الأمريكية في المنافسة، حيث البقاء للأقوى و حسب. الجدير بالذكر أن راي وضع دليلا لطريقة عمل مطاعم ماكدونالدز، وضع فيها الوزن اللازم لكل شريحة برجر، ومقاس كل شريحة بطاطس، ومقدار الكاتشيب والماستردة وشرائح البصل المقدمة، وكيفية تنظيف المطعم. في عام 1961 كذلك افتتح راي مركز تدريب لطريقة إدارة مطاعم ماكدونالدز، ليصبح اسمه فيما بعد جامعة الهامبورجر والتي تعطي درجتها العلمية في علوم الهامبورجر والبطاطس الفرنسية!

المليار الأول

في عام 1963 بلغ عدد مطاعم ماكدونالدز أكثر من 500 مطعم، قدمت أكثر من مليار سندويتش / شطيرة، وبدأ المهرج الشهير رونالد ماكدونالد يروج لمحلات ماكدونالدز، في حملة تسويقية شاملة كاسحة ساحقة، بدأت بظهوره في إعلانات التليفزيون في عام 1965، حتى أنه وفي خلال ست سنوات من هذه الحملة التسويقية، كان 96% من أطفال أمريكا يعرفون هذا المهرج والمطعم الذي يروج له، أكثر من نسبة أولئك الذين كانوا يعرفون اسم الرئيس الأمريكي وقتها. كذلك في عام 1965 طرح راي كروك أسهم الشركة في البورصة، لتكون أول شركة طعام سريع تطرح أسهمها في البورصة الأمريكية، الأمر الذي وفر له سيولة مالية كبيرة ساعدته على الاستمرار في التوسع والانتشار. كان سعر السهم حين طرحه لأول مرة 22 دولار، ليصل خلال أسابيع إلى 49 دولار.
في عام 1972 كانت نسبة محلات ماكدونالدز إلى عدد سكان الولايات المتحدة هي محل واحد لكل 90 ألف نسمة، لكن راي نقل مطاعمه إلى خارج أمريكا في هذا العام، بداية بانجلترا ونهاية بكل دول العالم تقريبا. (حين وجد راي أن نطق اسم ماكدونالدز صعبا في اليابان، وافق على استبداله باسم ماكودنالدو). بداية من عام 1968، عهد راي بغالبية مهامه اليومية إلى فريد تيرنر، وبدأ هو يراقب ويتابع طريقة عمل إمبراطوريته من بعيد وعن كثب، واستمر يبحث عن فرص استثمارية وتوسعية، وأخذ يسافر خارج أمريكا ليزور محلات ماكدونالدز حول العالم دون سابق إنذار.
في عام 1974 تقاعد راي كروك من إدارة الشركة، مع بقائه في مقاعد مجلس الإدارة، حتى مات في عام 1984 جراء فشل وقصور قلبه، عن عُمر ناهز 81 سنة. الجدير بالذكر هنا هو أن راي كان له مشاريع جانبية لم تنجح ولم نسمع عنها، لكن هذه الإخفاقات لم تقض عليه، بل جعلته يشعر بسعادة وتقدير أكبر لكل نجاح يحققه. لم يخترع راي كروك ساندويتش الهامبورجر (لاحظ أن “هام” هنا هي اختصار لاسم مدينة هامبورج الألمانية، وليس لحم الخنزير، هذا الاعتقاد العام العربي ليس صحيحا)، لكنه أخذ هذا المبدأ ونشره في العالم كله. أخذ راي مطعما وصناعة تدر القليل، وتركها تدر البلايين والمليارات، عبر الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، وعبر التسويق على نطاق واسع جدا، وعبر تكريس حياته كلها لتحقيق ذلك الأمر.
لم يكن راي كروك مؤسس ماكدونالدز مهتما فقط بمجرد بيع حقوق الفرنشايز لصنع بعض الشطائر والبرجر، بل كان يحرص بشدة على تقديم مستوى خدمة مرتفع وتجربة تناول طعام مريحة وهادئة ومبهجة. كان راي يهتم بطريقة تنظيم كل مطعم، وبنظافة ساحة صف سيارات نزلاء المطعم، وبعدد قطع المخللات المقدمة، وأن يعمل في كل مطعم عاملون يقطنون قريبا منه، ليكونوا على دراية أفضل باحتياجات زوار المطعم، وأن يكون مستوى خدمة مطعم ماكدونالد في الشرق مساوية تماما لتلك المقدمة في أي مطعم آخر في الغرب.

المصدر: مدونة شبايك.

والي اموس، النهوض من الحطام

مثله مثل كثيرين من السود في أمريكا، جاء والي اموس Wally Amos إلى الحياة ليجد أمه خادمة منزلية، لا تعرف من التربية سوى صرامة تنفيذ القواعد، وأملها في أن يكون ابنها ناجحا يوم يكبر. في حقبة الثلاثينات التي شهدت مولده، عانى السود من التفرقة العنصرية والتمييز العرقي ضد بني بشرته، ولم يكد يكبر قليلا ويبلغ 12 عاما حتى انفصل أبويه بالطلاق وحل هو ضيفا على قريبته ديلا في مدينة نيويورك.


في كل مصيبة بذور حكمة تعطي ثمارها بعد وقت طويل، فمن قريبته تلك تعلم والي طريقة خبز قطع الحلوى الدائرية المطعمة بقطع صغيرة من الشيكولاته، وهو الأمر غير المعتاد في ذاك الوقت، وبعدها بدأ يضيف على هذه الوصفة ويطورها وجعلها أفضل وأطيب. هذا التعلم دفعه للانخراط في مدرسة ثانوية تعلم فنون الطهي، لكنه لم يكمل دراسته وتطوع في سلاح الجو الأمريكي، وبعد قضاء أربع سنوات هناك، رحل مع شهادة تقدير.
بعدها رجع إلى مدينة نيويورك، وانتظم في دراسة السكرتارية في كلية هناك حتى تخرج، ليقبل وظيفة بدوام جزئي في محل ساكس افنيو. رغم أنف كل المديرين الذين عملنا معهم، وجد والي مديرا طيبا تحول ليكون معلمه وأستاذه في فنون الحياة، عمل على تشجيع الشاب اليافع، وساعده للنجاح في حياته، وناقشه طويلا وكثيرا في مقالات الأعمال المنشورة في الجرائد المختصة، وأما حين ترقى هذا المدير، ترك توصية قوية لكي يحل والي محله رغم وجود من هم أقدم منه، لكنه رأى أنه أكثر كفاءة ومهارة منهم، وهو ما كان. هذه التوصية دفعت والي للعمل بأقصى طاقته، الأمر الذي عاد عليه بوظيفة بدوام كامل لا جزئي.
بعدها بفترة انتقل والي للعمل في شركة تبحث عن المهارات الغنائية الواعدة، وهناك حيث لمع نجم والي حين اكتشف العديد من نجوم الغناء الأمريكيين السود، لكن الطريف – والجدير بالذكر – هو أن والي كان يتبع أسلوبا تسويقيا غير مسبوق في وقته، كان يرسل لمن يتوسم فيهم الخير من العملاء المحتملين دعوة للحضور للقائه، ومع الدعوة قطعة حلوى الشيكولاته من صنع يده، وفي الأغلب كانت حلاوة الطعم هي سر قبول هؤلاء العملاء للحضور للقائه، ربما طمعا في قطعة ثانية ،أو ربما ترتيب وسيلة إمداد مستمرة من هذه الحلوى الشهية!
بعد مرور ستة أعوام ونصف عليه في هذه الشركة، اصطدم والي بواقع التمييز العنصري مرة أخرى السائد في الستينات من القرن الماضي، إذ لم يكن أحد مستعدا وقتها لترقية أسود لمنصب مدير قسم، الأمر الذي دفعه للاستقالة واستغلال مهاراته في التسويق للمغنين والمطربين الناشئين، في التسويق لحلوى الشيكولاته التي برع في خبزها بشكل أسال لعاب الكثيرين، خاصة بعدما نصحه صديق له بذلك.
بمساهمات من أصدقاء له وعملاء سابقين، اقترض والي 25 ألف دولار، وافتتح في عام 1975 متجرا أسماه والي الشهير أو Famous Amos لبيع حلواه في مدينة هوليود الشهيرة في ولاية كاليفورنيا. فوق أنه أسود، لم تكن قطع الحلوى المطعمة بقطع الشيكولاته شيئا معتادا، لكنه قرر المخاطرة ومضى في طريقه، ومن نجاح لآخر تمكن من افتتاح فرعين إضافيين بعد شهور من افتتاح فرعه الأول، حتى جاء عام 1987 ولديه 35 فرعا لبيع حلواه، وكان يحقق 12 مليون دولار مبيعات سنوية.
لكنه كذلك لم يتقن فنون الإدارة، فباعترافه شخصيا، لم يكن يدرك قوة فريق العمل، وكان منعزلا عن فريق إدارة فروعه، وكان مغرورا بنجاحه فظن أنه يعرف كل الأجوبة لكل الأسئلة، وهذا الغرور هو ما دمره، وبدأ يحقق خسائر عميقة أجبرته في 1988 على بيع كل أصول شركته التي بناها/خبزها بيديه، مع شرط تعاقدي على ألا يعمل في مجال الحلوى وألا يستخدم اسمه في الترويج لأي منتج من منتجات الحلوى!
رغم ذلك حاول والي في عام 1991 تأسيس شركة حلويات تحمل اسمه، لكن القضية التي رفعتها الشركة التي باع لها حقوق استغلال اسمه انتهت لصالح تلك الشركة، ولذا غير والي الاسم إلى شركة حلويات العم بلااسم أو The Uncle Noname’s Cookie Company ومرة أخرى حاول التسويق لشركته الناشئة الجديدة. مرت الأيام، حتى حل والي في عام 1994 ضيفا في برنامج إذاعي، وحملت موجات الراديو كلماته إلى أحد الموزعين الذين سبق له أن تعامل مع والي وحلوياته في الماضي الجميل، وكان والي يتحدث عن النجاح وصعوباته ووجوب مطاردته حتى يتحقق، وعن ضرورة تحدي الصعاب مهما كانت.
تفاعل المستمع مع المتحدث، وقرر مشاركته لتوسيع شركته وتكبيرها تحت ذات اللااسم لكن في مجال حلويات المافن Muffin، وبمرور السنوات أصبحت الشركة من ضمن أكبر شركات حلوى المافن الأمريكية، وحين اشترت شركة أخرى تلك الشركة التي اشترت حق استغلال اسمه التجاري، توصل والي إلى صفقة سمحت له بأن يعود ليكون المتحدث باسم تلك الشركة، مستردا لاسمه واسم شركته الأولى التي بناها.

المصدر: مدونة شبايك

قصة نجاح فريد ديلوكا، مؤسس صبـواي

في البداية أتوجه بالشكر لمركز الشيخ إسماعيل أبو داود للتدريب على دعم هذه التدوينة ماليا. فيما يلي سنتناول قصة نجاح بطلها يحمل لقب أثرى رجل اغتنى من صناعة السندويتشات / الشطائر، وفي حين بلغ عدد فروع محلات ماكدونالدز حول العالم 32,737 فرعا في نهاية 2010، كان لمحلاته وقتها 33,749 فرعا حول
العالم، وكانت البحرين أول دولة في العالم يفتتح بها أول فرع لمطاعمه خارج الأراضي الأمريكية، ولرغبته في دخول الجامعة ولقصر ذات اليد افتتح وهو شاب صغير مطعما للشطائر، وأما اليوم فتقدر مجلة فوربز ثروته بمقدار 2.2 مليار دولار، ورغم هذا الثراء، يقود سيارة مر عليها سنوات طوال، ويسكن في شقة عادية ذات غرفتين، إنه..

بطلنا هنا ابن لأبوين إيطاليين هاجرا شبابا إلى أمريكا وسكنا نيويورك، يحمل اسم فريدريك ديلوكا Fred DeLuca، وجاء ميلاده في حي بروكلين في مدينة نيويورك، في عام 1948، وظهرت عليه إرهاصات التجارة صغيرا حين قام وعمره 10 سنوات بجمع الزجاجات الفارغة من الحي الذي عاش فيه مع أهله، وباع كل زجاجة مقابل سنتين لكل زجاجة، وفي عام 1957 قام بتوزيع الصحف اليومية لأكثر من 400 مشترك لديه. حين تخرج من المدرسة الثانوية، استقرت رغبته على دراسة الطب، لكن قصر ذات اليد والفقر الشديد الذي كان يعيش فيه، وكذلك مصاريف الدراسة الكثيرة، كل هذا دفعه لأن يعمل في محل بيع آلات مقابل دولار وربع لكل ساعة عمل.

منبع الفكرة

كان المردود المالي قليلا لا يكفي لسداد المصاريف الجامعية، ثم حدث في يوم الأحد من شهر يوليو من عام 1965 أن جاء صديق قديم للعائلة للزيارة، دكتور الفيزياء النووية ’بيتر باك‘، وحدث أن سأله فريد عن حل لمشكلة ضيق ذات اليد، فأخذ الصديق يتحدث عن صاحب سلسلة مطاعم شهيرة بدأ من لا شيء وبمطعم واحد حتى أصبح يملك سلسلة طويلة منها، وأخذ يمدح ويشيد بأرباح مجال المطاعم وسهولة دخول هذا المعترك، حتى أنه وافق على تمويل مشروع مماثل، تمثل في صورة شيك منه بمبلغ ألف دولار على سبيل المشاركة، لكي يقوم فريد بتأجير محل وتحويله لمطعم والعمل فيه بنفسه لكي يدر عليه المال اللازم لإتمام دراسته. كان الاتفاق المبدئي افتتاح 32 مطعما خلال عشر سنوات من بدء النشاط!
إذا قلت لي منذ 30 سنة أنه سيأتي يوم نجلس فيه في مطعم صبــواي في موسكو،
كنت لأقول إنك لمجنون. – فريد ديلوكا – مؤسس مطاعم صبــواي
في اليوم التالي، خرج فريد باحثا عن محل ليستأجره وينفذ فكرة صديق العائلة واقتراحه، مستعيرا سيارة والده ليطوف بها الطرقات القريبة من منزله حتى عثر على بغيته في بريدبورت في ولاية كونيتكيت، حتى أنه بعد دفع مبلغ الإيجار ومقابل شراء الأدوات اللازمة، لم يتبق له أي مال ليسدد به 25 دولار أجر المحامي لكي يعد الأوراق الرسمية للإيجار، لكن هذا لم يمنعه من المضي قدما في سبيل تحقيق هدفه، دون عقد إيجار رسمي موقع! في أقل من أسبوع، تحول الطالب العامل ذو السبعة عشر عاما إلى شريك في ملكية وإدارة مطعم في مدينة بريدجبورت في ولاية كونيكتيكت، قليل الخبرة والمال، ما جعله يصمم الديكورات الداخلية بنفسه، فقام ببناء الفواصل والطاولات، وبدأ يضع إعلانات في الجرائد باحثا عن أجهزة ومعدات مستعملة، حتى أنه لم يخجل من صياغة الإعلان قائلا ’طالب في حاجة لبراد / ثلاجة مستعملة‘. كانت رؤيته قائمة على تصميم طاولة عريضة، عليها خزينة النقود، و إناء ين صغيرين لوضع الخضروات ومكونات وحشو الشطائر. بعد الجهد والاجتهاد، جاء وقت اختيار الاسم.

منبع الاسم

كان المعتاد ساعتها تسمية الشطائر / الساندويتشات صبـمارينز أو Submarines ولهذا وضع اسم صديق العائلة وصاحب الفكرة والممول الرئيس قبلها فأصبح الاسم Pete’s Submarines أو ’بيت صبـمارينز‘. بعد فترة من الافتتاح والاستعمال، تبين أن الناس تخطئ في الاسم فتنطقه بيتزا مارينز، ولذا قرر فريد تحويل الاسم إلى بيتز صبـواي Pete’s Subway وبعد فترة من الزمن ومن واقع الاستخدام اليومي، تحول الاسم للاكتفاء بكلمة صبـواي في عام 1968، وهو الاسم المستخدم حتى اليوم. وأما من أين جاءت كلمة صبـمارين والتي تعني غواصة في اللغة الانجليزية، فمن كونها التسمية الايطالية للساندويتش الايطالي الذي يشبه الغواصة، من حيث الشكل الطويل شبه الدائري. في اليوم الأول لافتتاح المطعم (تحديدا 28 أغسطس 1965)، باع فريد 312 ساندويتش / شطيرة، بسعر تراوح ما بين 49 إلى 69 سنت للساندويتش، مع مشروبات غازية مجانية، وكان يعمل في المطعم بمفرده، مع بعض المساعدة من والدته من حين لآخر، على أن المبيعات تراجعت ولم تتزايد، وكان فريد يقود سيارته فولكس فاجن قرابة مئة ميل يوميا ليجلب أفضل الخضروات من أجل مطعمه.
بعد مرور وقت قصير، تعرض المشروع الناشئ لأول مشاكله، وجوب تركيب حوض معين في مطبخ المطعم، يكلف قرابة 550 دولار، وهو ما لم يتوفر في ميزانية فريد الذي كان على وشك إغلاق المطعم، لولا تدخل صديق العائلة والشريك وتوقيعه على شيك ثان بمبلغ ألف دولار لإنقاذ المشروع الناشئ وشراء الحوض اللازم. بعدها استمر فريد في الإدارة واضعا نصب عينيه هدف افتتاح 32 فرعا لمطعمه خلال أقل من 10 سنوات، وكانت فكرته تقوم على استغلال الوفرة المالية المؤقتة التي كان يحققها، فقد كان يحصل على ثمن الساندويتشات اليوم، ويدفع أجور الموظفين والعمال، وأثمان المواد الخام والمكونات في اليوم التالي.

الأزمة الطاحنة الأولى

بعد مرور عام على إطلاق مطعمه الأول، أصر فريد على افتتاح الثاني في موقع قريب من الأول، رغم أن الأرقام كشفت بعدها عن تحقيق فريد لخسارة في كلا المطعمين. في جلسة تفكير مع صديق العائلة والشريك بيتر، قرر الاثنان – عوضا عن إغلاق المطعمين – افتتاح مطعم ثالث وبسرعة، أملا في وقف نزيف الخسائر وتحقيق بعض الأرباح من المطاعم الثلاثة. مع إدارة دقيقة وموفرة للمطاعم الثلاثة، وساعات عمل طويلة جدا، تمكن فريد من تقليل التكاليف حتى بدأت المطاعم الثلاثة تعزف نغمة الأرباح. يخبرنا فريد بنفسه عن سبب الأداء المتدني للمطعم الأول والثاني، ألا وهو موقع المطعم ذاته، فالعملاء والمرتادون يريدون موقعا يمكن رؤيته والعثور عليه بسهولة، يصرخ بعلامات النظافة والأمان، وهو ما التزم به في مطاعمه التالية.
بعدها أخذ يفكر فريد كيف سيحقق هدفه المحدد مسبقا بافتتاح 32 مطعما، ولم يجد ما يحقق هذا الهدف سوى فكرة الفرنشايز وبيع حق استغلال الاسم التجاري للمطاعم الأخرى، فهو فكر في الأمر ووجده يقف عند توظيف بعض الأشخاص وتدريبهم جيدا، ثم تركهم ليديروا هذه المطاعم الأخرى، خاصة أن فريد – وعبر تسع سنوات من إدارة مطاعمه – تمكن من وضع دليل دقيق ومفصل يحوي الخطوات اللازمة لإدارة المطعم وإعداد الطعام.

صديق / شريك

عرض فريد الفكرة على صديقه براين ديكسون ليكون أول مجرب لفكرة الفرنشايز (يحكي فريد أن براين هذا كانت زوجته تعمل في المستشفي الذي عملت فيه زوجة فريد، ومن هنا جاءت المعرفة)، ولتشجيعه على خوض التجربة، قرر فريد أن يبيع المطعم الثالث لصديقه مقابل أن يديره الأخير بنفسه، وإذا لم يرق الأمر لصديقه ديكسون، ما عليه سوى أن يعيد المطعم لفريد دون أي مصاريف إضافية. في البداية، رفض ديكسون، ولكن بعد فترة من التفكير، ولكونه عاطلا عن العمل، قرر تجربة هذا العرض المغري، ونجح في الأمر واستمر من كبار عملاء صبـواي حتى اليوم. بعد العميل الأول، تحول فريد لإقناع أفراد عائلته الإيطالية، ومن بعدها بدأ ينشر الإعلانات في الجرائد باحثا عمن يقبل شراء حق الفرنشايز منه.
أصر فريد دائما على استخدام الخضروات الطازجة فقط في مطاعمه، وكان ديدنه أن يخبز كل مطعم خبز الساندويتشات بشكل يومي، حتى أنه صمم بنفسه آلات الخبز كي تحقق مستوى الجودة الذي يريده، كذلك كان لطريقته في عرض مكونات الساندويتشات أمام المشتري وتجميعها معا داخل الساندويتش الأثر الطيب على المبيعات. ساهم حرص فريد على أن يكون ما يبيعه صحيا وخفيفا على البطون على تغيير صورة مطاعم الوجبات السريعة وتحسين سمعتها من تقديمها للطعام المسموم بالدهون، إلى مطاعم تركز على الصحي والخفيف قليل الدهون.
من نجاح لآخر كان منوال مطاعم صبـواي، حتى أنه في عام 1978 كان هناك أكثر من مئة مطعم تحمل اسم صبـواي، وفي عام 1987 كان هناك ألف، واستمر معدل النمو والزيادة والتوسع دون توقف، وأما عام 2002 فشهد تقدم عدد المطاعم التي تحمل اسم صبـواي على عدد مطاعم ماكدونالدز داخل الولايات المتحدة. الطريف في الأمر أن أول خروج لمحلات صبـواي خارج أمريكا كان في عام 1984 وفي مملكة البحرين، وأما أول صبـواي في مصر فكان افتتاحه في عام 1995، وفي لبنان في عام 1997.

اخسر وزنك لنكسب شهرة

وأما أشهر وسيلة تسويقية ساعدت على وضع اسم صبـواي على كل لسان فهي حملة جاريد فوجل السمين الذي تحول نحيفا مع تناوله لطعام صبـواي بشكل منتظم، فقط ساندويتشين قليلي الدهون في اليوم وحسب، وأما مقدار ما خسره جاريد من وزن فكان مئة و أحد عشر كيلو جرام، نعم، 111 كيلو جرام، ليس في الأمر خطأ مطبعي!
كان جاريد طالبا جامعيا مفرط السمنة، لم ينجح معه أي برنامج حمية وتخسيس، و حين شاهد يوما ما إعلانا لمطاعم صبـواي عن شطائرها قليلة الدهون، قرر أن يستمر على مر عام كامل بأكل هذا الطعام قليل الدهون. خسارة الوزن هذه لم تمر دون ملاحظتها من جريدة الجامعة، فقد قرأ قصته أحد حاملي حقوق الفرانشيز، فقرر الاتفاق معه على نشر قصته و تجربته وسيلة ً تسويقية ً لمطاعم صبـواي.
شهد عام 2008 بدايات الأزمة المالية العالمية، إذ خسرت شركات كثيرة الكثير، وأفلس العدد الكبير من البنوك، فكيف كان حال مطاعم صبـواي؟ كان 2008 أفضل سنة في تاريخ صبـواي، فعدد المطاعم تخطى 30 ألف مطعم حول العالم، وقائمة الانتظار ممتدة من الراغبين في الحصول على حق الفرنشايز، ويفسر فريد هذا الأمر بأن إعداد الساندويتش أمام المشترين يعد وسيلة تسويقية لكل مطعم، كذلك يساعد تميز شطائر صبـواي بقلة الدهون فيها، وسعرها الاقتصادي، على ربح معركة المفاضلة بين الشراء من مطعم صبـواي أو أي منافس آخر، وتشير الإحصائيات إلى أن 70 % من الحاصلين على حق الفرنشايز يشترون المزيد من حقوق اسم صبـواي.

المصدر: مدونة شبايك.

أمير صنع منتجا في 3 ساعات وباع أول نسخة بعد 10 دقائق

أمير خلة عصامي سكندري مصري، أنهى دراسته الجامعية في 1999 تخصص كمبيوتر بتفوق، وعمل في القاهرة لدى شركة ITWorx في مجال تصميم التطبيقات والواجهات، ثم تقدم في 2001 لمنحة تعليمية في أمريكا، وهناك حيث صقل موهبته وعمل بجانب خبراء وباحثين ومصممين، تعلم منهم الكثير، ثم انتهى به المآل عاملا في شركة مايكروسوفت، لكنه وبعد أن نجى من حادثة مرورية كادت أن تقضي عليه، قرر بعد 4 سنوات في مايكروسوفت أن الوقت حان للقفز إلى رحاب العمل الحر وتنفيذ أحلامه فالعمر قصير. بعدها شارك أمير في تصميم واجهات عدة مشاريع وتطبيقات، مثل DocVerse والذي اشترته جوجل فيما بعد، وغيرها من المشاريع والتي بلغت حسب قوله قرابة 12 مشروعا وتطبيقا.
مؤخرا اشتهرت تدوينة لأمير سرد فيها كيف أنه قضى 3 ساعات في تصميم منتج له أسماه (Keynotopia)، هذا المنتج عبارة عن باقة من الرسوم التوضيحية، ثم عرضه للبيع عبر موقع أنشأه لهذا المنتج، وقبل انقضاء 10 دقائق من بدء عرض منتجه الجديد هذا للبيع، وصلته رسالة تفيد أن أول مشتري لهذا المنتج قد دفع الثمن. بدأت القصة بأن كتب أمير في مدونته الانجليزية عن تجربته في تصميم شكل هيكلي / توضيحي لأفكار مشاريعه ومواقعه باستخدام برنامج كي نوت Keynote التقديمي على حاسوب ابل. في سياق التدوينة، وفر أمير باقة مجانية من الصور والرسوم والأشكال التوضيحية التي يستخدمها. بعدها جلس يفكر، لماذا لا يجمع هذه المجموعة من الأشكال التوضيحية في باقة إحترافية ويعرضها للبيع؟ بعد مداولات وتفكير، قرر تجربة الأمر.
أول شيء بدأ به أمير كان اختيار اسم نطاق / دومين، ولأن عمله في تبسيط واجهات الاستخدام، قرر اختيار اسم سهل التذكر، ولذا مزج بين يوتوبيا، المدينة الفاضلة، وبين اسم التطبيق الذي يوفر له هذه الباقات التوضيحية، ولذا كان اسم كي نوتوبيا! حجز النطاق كلفه 5 دولار، ثم 4 دولار مقابل كل شهر استضافة.
الخطوة التالية كانت تثبيت سكريبت ورد بريس المجاني، ثم شراء قالب / ثيم ووردبريس من موقع ثيم فورست مقابل 35 دولار وتثبيته، ثم تثبيت بعض الإضافات / بلجنز وكتابة بعض المقالات عن شرح المنتج وفائدته ومن يحتاجه. بعدها اشترك في موقع البيع والشراء عبر انترنت e-junkie.com ودفع 5 دولار مقابل اشتراك الشهر الأول، ثم حصل على أيقونات اشتر الآن ووضعها في سياق المقالات التي نشرها على موقعه منذ قليل.
بعدها قضى أمير بعض الوقت في تصوير فيلم فيديو يشرح كيفية استخدام باقته على جهاز آيباد، وهنا ينصحنا أمير بأن نستخدم أسلوب سرد الحكاية والقصة وليس الدرس المدرسي، كما ينصحنا أمير بألا نزيد عن دقيقة ونصف من زمن الفيلم، وأن نختمه برابط للموقع والطلب من المشاهد بالضغط على رابط في حال أراد الشراء. مع الاشتراك في موقع e-junkie يأتي اشتراك مجاني في موقع MailChimp للرسائل الجماعية، وبقليل من التكويد وفر أمير إمكانية تلقي رسائل إعلانية لكل مشتري لمنتجه، لبقاء كل مشتري على إطلاع بالعروض الخاصة والتخفيضات المستقبلية. في النهاية، عاد أمير إلى تدوينته التي وفر فيها تنزيل باقة مجانية وأضاف لها رابطا يعرض شراء الباقة الاحترافية. كانت الساعة تقارب الثانية صباحا، وترك أمير حاسوبه وذهب ليرتاح قليلا، ثم عاد ليجد رسالة من موقع باي بال، تفيده بأنه قد أصبح أكثر ثراء من ذي قبل!
من ضمن نصائح أمير أن يفكر كل منا في بيع منتجات ثانوية يمكنه بيعها لمن هو بحاجة لها (رغم أن العقلية العربية قد لا تتقبل بسهولة فكرة شراء شيء افتراضي في حين يمكن قرصنته بسهولة، ولذا ربما كان خيار توفيرها باللغة الانجليزية أفضل ربحا). كذلك، لا تضع صفحة على موقعك تقول قريبا أو جاري العمل على الموقع، بل ركز على سرد قصة المنتج ومن يقف ورائه وما الفائدة التي ستعود من استخدامه. يطلب منا أمير بأن نركز على فوائد استخدام المنتج، وليس الخدمات التي يقدمها، مثل: حول فكرتك إلى مخطط مرسوم خلال 30 دقيقة أو أقل.

المصدر: مدونة شبايك

قصة أول قاضية سمراء أمريكية تصل للمحكمة العليا


جاء ميلاد الأمريكية السمراء لييا وارد سيرز Leah Ward Sears في صيف عام 1955 في ألمانيا، حيث كان والدها العسكري يعمل مع الجيش الأمريكي هناك، وبعد مرور 4 سنوات من الترحال عبر البلاد، استقرت مع عائلتها في ولاية جورجيا الأمريكية. وهي في هذا السن، بدأت الصغيرة تلاحظ كيف أن اللون الأسمر للبشرة كان يعني الفرق في المعاملة والفقر والجهل. ذات يوم وهي تطالع منشور دعائي عن بعض كليات الحقوق الشهيرة ،لاحظت لييا أن اللون الغالب على صور الطلبة في هذا المنشور كان لون البشرة البيضاء، وفوق ذلك، كانت كلها صور لرجال فقط. في هذه السن الصغيرة، أرادت لييا تغيير ذلك، وعلمت ساعتها أن عليها العمل بكد وجد منذ سن مبكرة، لكي تنجح في عمل هذا التغيير.
لم تكن الحالة المالية لوالديها تسمح بتحمل نفقات دخولها الجامعة، ولذا تفوقت في سنوات دراستها الثانوية، حتى حصلت على منحة دراسية في جامعة كورنيل، وتخرجت مع مرتبة الشرف في 1976، لتتزوج عقب التخرج مباشرة، وتقبل أول وظيفة لها ككاتبة في جريدة محلية، ثم أكلمت دراستها القانونية في جامعة أخرى، لكن هذه المرة عانت في دراستها، فهي كانت بعيدة جدا عن مكان عمل زوجها، وكانت الدراسة تتطلب ساعات طويلة، لكنها صبرت وتحملت أملا في تحسن فرصها التوظيفية بعد حصولها على شهادة التخرج، وهو ما كان، حيث عملت بعدها في مكتب محاماة مرموق، لكنها وجدت أن الوظيفة تعتمد على التعامل بالأكثر مع الورق، في حين اشتاقت هي للعمل مع الناس. في هذا الوقت، كان عدد المحامين ذوي البشرة السمراء الذكور قليل، وأما عن المحاميات، فكاد العدد أن يكون صفرا.
لتحقيق ما تصبو إليه، استقالت لييا من عملها في المحاماة، لتعمل قاضية في محاكم المرور، رغم أن هذه الوظيفة ذات مردود مالي أقل بكثير من وظيفتها السابقة. بعدها بعام حصلت على طفلها الأول، ثم لحقت به أخته بعدها بأعوام ثلاث، وحين بلغ ابنها عامه الخامس، قررت لييا الترشح لتكون عضوا في محكمة (الجنايات) في ولاية جورجيا. عوضا عن حقيقة أنه لم يسبق لأسمر دخول هذه المحكمة، فلم يسبق لأي امرأة – بيضاء أو سمراء – أن حصلت على مثل هذا المنصب، وفوق كل هذا، كان سنها وقتها 32 سنة، وهو سن صغير لم يسبق لقاض أن دخل هذه المحكمة بهذه السن! كان التحدي كبيرا، الأمر الذي جعلها تنام فقط من 3 إلى 4 ساعات يوميا، إذ استلزم الترشح أن تعمل ضعف الوقت وتبذل ضعف المجهود في حملتها للترشح، لتحقيق ما تصبو إليه.
رغم أن المنافسة كانت شديدة، حصلت لييا على الوظيفة وحلت محل القاضي المتقاعد. اشتهرت لييا في قاعات المحاكم بأنها تسعى وراء الحق، وتكره تزيين الكلمات وتزييف الحقائق، وكتبت أكثر من مقالة تطالب فيها المحامين باستخدام مرافعات يقل فيها عدد الكلمات صعبة الفهم قليلة الاستخدام، وطالبتهم بمطاردة الحقيقة، مهما كان ثمنها، والبعد عن المزايدات السياسية.
بعدها بأربعة أعوام، تلقت لييا مكالمة هاتفية من حاكم الولاية، يخبرها بتعيينه لها كقاضية في المحكمة العليا في ولاية جورجيا، لتكون بذلك أصغر شخص يجلس في مقاعد القضاة في هذه المحكمة، وتكون أول قاضية عليا سمراء من أصلي إفريقي في تاريخ الولاية كلها. لم يلق هذا التعيين رضا الكثيرين، الذين علقوا على الأمر بأن اختيارها إنما جاء لأنها امرأة و سمراء، وأن الهدف من اختيارها دعائي أكثر من أي شيء آخر! هذه النظرة دفعتها مرة أخرى لتبذل جهدا مضاعفا لتثبت جدارتها بهذا المنصب، فكانت تذهب لعملها في الصباح الباكر، وتراجع القضايا المعروضة عليها وتقرأ كل مستنداتها، وكانت تطلب من فريق عملها مراجعة أدائها وتقييم نقاط ضعفها، وكانت تعمل على سد النواقص ومعالجة العيوب وتطوير ذاتها.
سريعا جاءت نتائج هذا العمل المضاعف، إذا بدأ زملائها من القضاة يتقبلونها لشخصها لا للونها أو لجنسها، وبدأت تحصد جوائز التقدير والتقييم لدورها كأم وقاضية صغيرة السن ومجتهدة وذكية، لم تستسلم لعادات المجتمع وضاعفت العمل لكي تغير ثوابت قديمة في عالمها. لم يسلم الأمر من غلاء الثمن، إذا حصلت لييا على الطلاق في عام 1994. في عام 2005 حصلت لييا على منصب كبير قضاة المحكمة العليا، ولم تعد ترشيح نفسها بعد انتهاء مدة هذا المنصب، لتترك المحكمة العليا إلى قاعات الدراسة، عاملة في مجال تدريس القانون هذه المرة.

المصدر:مدونة شبايك

النجاح في أفغانستان

هل يمكن لعصامي يبدأ من الصفر في أفغانستان أن ينجح في ظروفها الحالية؟ ماذا لو كانت عصامية؟ تجيب حسينة سيد Hassina Syed عن هذا السؤال في مقالة نشرتها جريدة الصين اليوم الصادرة بالانجليزية، حيث روت قصتها لصحفي هندي. حسينة هي اينة عمدة إقليم بروان في شمال العاصمة كابول، لكن أهلها عاشوا كلاجئين في إقليم بيشاور في باكستان بعد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان في ١٩٧٩ وهناك حيث عانت من التفرقة في المعاملة لكونها بنت.

لطالما شعرت بأنها غير مرغوب فيها فقط لأنها أنثى، وهو الأمر الذي أكسبها مناعة واستعدادا تلقائيا للتعامل مع أي موقف معاكس لها، ورغم إصرار والديها على أن تتعلم بعض علوم الطب، لكنها رفضت، فبداخلها كانت تريد أن تبدأ عملها الخاص، مهما كان. بعدما تزوجت من مصور صحفي انجليزي، اقترضت ٥٠٠ دولار من والديها كي تستأجر وزوجها مبنى مكونا من دورين في العاصمة الأفغانية كابول، لتجعله فندقا وسوقته للأجانب الذين قصدوا أفغانستان، وأطلقا عليه اسم نزل جانداماك أو Ganadamack Lodge في نهاية عام ٢٠٠١ والذي شهد سقوط حركة طالبان عن الحكم.
لعب الحظ دورا، فزوجها المصور كان من القلائل الذين صوروا الملا عمر وأسامة بن لادن وهو الأمر الذي أكسبه بعضا من الشهرة، كما حظي المبنى بشهرة كبيرة، ذلك أن أسامة بن لادن نفسه جعل زوجته الرابعة تقيم فيه وكان يزورها في هذا المبنى، الأمر الذي جعل الفندق مقصد الصحفيين الذين بهرهم بن لادن.
رغم ذلك، لم تكن حسينة متقنة للغة الانجليزية رغم زوجها ورغم حديثها الطويل مع نزلاء فندقها، ولرغبتها في التعرف عن قرب عن كل ما يحبه النزلاء، واكتشاف ما لا يحبونه، سافرت إلى انجلترا، بلد زوجها، كي تتعلم اللغة على أصولها، وهو الأمر الذي ساعدها كثيرا فيما بعد. بعدما يبات النزلاء ويرتاحون، يأتي دور إشباع البطون، ولهذا ما أن استقر حال الفندق وأرباحه، حتى شرعت حسينة في افتتاح مطعم، مرة أخرى موجه للغربيين والأجانب الوافدين، وبعدما امتلأت البطون، وجدت حسينة أن النزلاء يحتاجون لمن يرتب لهم تفاصيل السفر والطيران، ولهذا أسست وكالة سفريات / مكتب سياحة، اسمتها كابول اكسبريس.
حتى مع ترتيب التنقلات، كان النزلاء بحاجة لحماية من التفجيرات والاغتيالات التي كانت تترصد للصحفيين تحديدا، (ربما رغبة في حجب الحقيقة، أو وقف تشويهها) ولهذا أسست شركة تأجير سيارات مدرعة ضد الرصاص والقنابل، وبعدما استتب بعض الأمن وبدأ أهل البلاد اللاجئون يعودون لها، شرعت حسينة في تأسيس مصنع مخصص لأغطية الأسرة القطنية، أغلب العاملين فيه من النساء. سافرت حسينة لهولندا كي تتعلم بعص أصول الزراعة وتجارة المواد الغذائية، وسافرت للولايات المتحدة لتحصل على مرشدة تعلمها أمور الإدارة الحديثة لكل هذه الأعمال التي أسستها.
تعددت أسفار حسينة بغرض تعلم الجديد واكتساب الخبرات، الأمر الذي أفادها كثيرا، وهي تؤكد على أن التجارة وتأسيس الأعمال رحلة لا تنتهي من التعلم – التعلم من الغير ومن الأخطاء. الآن تعكف حسينة على المزيد من مشاريع الإنتاج، وتمهد لإطلاق بنك محلي موجه لمساعدة المزيد من النساء الأفغانيات على تأسيس الأعمال ودخول معترك التجارة.
على أن الثمن كان غاليا، فنجاحها وثرائها جعلها مرفوضة ومكروهة في بلدها، حيث الغلبة للرجال لا غير. تعرضت حسينة وزوجها وبناتها الثلاثة لعدة محاولات اغتيال، حتى اضطر زوجها للعودة إلى انجلترا، وتركت بناتها الثلاثة يقيمن في دبي تحت رعاية مربية، وحتى والديها تعرضا للنفي من بلدهم لأنهما سمحا لبنتهما بممارسة التجارة، وأما هي، فتتنقل في سرية تامة داخل سياراتها المدرعة، ولا تخبر أحدا عن جهتها التالية لا في قريب أو بعيد، وهي تؤكد أن هذه الفرقة والبعد عن العائلة ثمن باهظ وصعب، لكنها تدفعه لتستمر في عملها الذي يفيد بلدها وأهلها.
ماذا تحمل حسينة من أحلام؟ إنها تؤكد على أهمية صناعة التعدين في بلدها، حيث يرقد النفط والنحاس والليثيوم، وهذه الصناعة تحتاج إلى طرق ومواصلات، الأمر الذي يغري مستثمرين دوليين كثيرين، وهي تحمل رؤية اقتصادية بعيدة المدى لبلدها.

المصدر: مدونة شبايك.

الأربعاء، 4 ديسمبر 2013

سيم ونج هوو – المبدع الصوتي السنغافوري

جاء دوره الابن العاشر من اثنى عشر إجمالا، لأب يبيع بيض الدجاج، في عام 1955 وفي أحد أحياء سنغافورة الفقيرة (وقتها)، ولما حل الفقر ضيفا ثقيلا، لم يدع لبطل قصتنا سيم ونج هوو Sim Wong Hoo سوى الخيال في صغره لينسج منه ألعابه، ولذا حين أهدته أخته هارمونيكا كانت الهدية المثلى، والتي جعلت من الموسيقى رفيق الدرب والحياة لهذا الصغير. كان سيم تلميذا عاديا بلا أي مزايا نحكي عنها، وحتى حين دخل الجامعة التقنية وحصل على دبلوم الهندسة في عام 1975 لم يظهر عليه أيا من علامات النبوغ التقليدية، وبعد تخرجه تنقل ما بين وظيفة مدرس إلى مهندس في شركة إلكترونيات يابانية وانتهاء بعامل على منصة بحرية لاستخراج النفط في جنوب بحر الصين.
دخل سيم عالم الحواسيب والكمبيوترات حين بدأ يقرأ في كتيبات الاستخدام بعمق، ليتعلم بنفسه كيف يبرمج برنامج بدائيا كي يعزف بعض الموسيقى البدائية على كمبيوتر تسنى له استخدامه وقته. (في نهاية السبعينيات، كانت الحواسيب صماء لا تصدر أي صوت). على أن طفولته الفقيرة علمته أن يخترع ألعابه وأدواته مما توفر له في بيئته، وأن تكون أحلامه هي نهاية حدود الممكن، ولهذا قرر ذات ليلة مقمرة على ظهر منصة الحفر أنه بحاجة إلى هدف وغاية في حياته، ولتأكيد قراره هذا، جعل هدفه وغايته أن يجمع مليون دولار خلال 5 أعوام من هذه اللحظة الحاسمة في حياته.
بعدها استقال من عمله على منصفة الحفر، اتفق مع رفيق صباه وصديقه المقرب كاي وا Ng Kai Wa لكي يفتتحا محل بيع وتصليح الحواسيب، برأسمال قدره 6 آلاف دولار، في سوق تجاري (مول اسمه Pearl’s Centre) في الحي الصيني من سنغافورة، وكان اسم المحل Creative Technology أو التقنية المبدعة. في البداية ساعدت فواتير البيع والإصلاح والتدريب على إدارة العجلة، الأمر الذي شجع سيم على تصميم دائرة إلكترونية يمكن إضافتها لذاكرة حواسيب ابل 2 الشهيرة وحققت مبيعات طيبة، ثم في عام 1984 بدأ سيم في تجميع وبيع كمبيوتر أسماه كيوب99 Cube 99 ثنائي المعالج ويشتمل على دائرة إلكترونية صوتية، ويعمل على نظامي تشغيل أبل و CP/M – لكن الاسم الفعلي له كان ’الكمبيوتر الناطق‘ لأنه احتوى على دائرة صوت جعلته يتحدث بالانجليزية والصينية.
بعدها في عام 1986 أتبعه سيم بكمبيوتر مكتبي أسماه: كيوبيكس أو Cubix CT وكان أشهر سماته احتوائه بدوره على بطاقة صوت، ونظام تشغيل باللغة الصينية يوفر الترجمة الآلية من وإلى الصينية والانجليزية. فشل هذا الكمبيوتر ولم يحقق المبيعات المتوقعة منه وكاد أن يفلس الشركة، خاصة وأن شرح كل مميزاته كان يستغرق ساعتين من الشرح المتواصل. رغم ذلك لاقت بطاقة الصوت هذه الإعجاب والاستحسان من الجميع، وكانت هذه البطاقة الظهور الأول لبطاقات الصوت التي اشتهرت فيما بعد تحت اسم ساوند بلاستر أو Sound Blaster.
كان لهذا الفشل محاسن كثيرة، إذ أنه جاء بمثابة الدش البارد، لينبه سيم إلى أن تركيزه على سنغافورة فقط خطأ كبير، وأن تركيزه على صنع حاسوب كامل ليس المجال الذي يملك فيه ميزة فريدة، وكل هذا شجع الشركة كي تركز على الشيء الفريد الذي تملكه، ألا وهو صنع معالج صوتي إلكتروني قادر على إعادة انتاج الصوت بجودة عالية جدا، وهو الأمر الذي سبقت فيه كل العالم. في عام 1987 جاء ميلاد بطاقة الصوت العاملة على حواسيب آي بي ام الأصلية والمتوافقة معها، ذات الاثنى عشر قناة صوتية، والتي حملت الاسم Creative Music System أو (C/MS) اختصارا.
أدرك سيم أن لديه منتج ناجح واعد مطلوب، لكنه كذلك أدرك أنه إذا أراد تحقيق النجاح الكبير الذي يريده، فعليه دخول السوق الأمريكية، ولهذا قرر في 1988 أن يسافر بنفسه إلى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، بعدما أخبر الجميع أنه لن يعود إلى سنغافورة إلا بعد أن يربح مليون دولار من بيع 20 ألف بطاقة صوتية من إنتاج شركته. كان هذا الهدف صعبا، ففي هذا الوقت، كانت الحواسيب صامتة أو تطنطن بعض الضجيج الصوتي لا أكثر (أو بلغة أخرى، لم يكن هناك سوق فعلية لبطاقات الصوت لأجهزة الكمبيوتر).
أسس سيم شركة كريتيف لابز Creative Labs (أو المعامل المبدعة إن شئت) في أغسطس 1988 في أمريكا، وفي العام التالي بدأ في بيع بطاقات جيم بلاستر Game Blaster والتي تميزت بأنها توفر خرجا صوتيا ثنائي القنوات أو ستيريو، وهو الشيء الجديد وقتها، حتى أنه حين شاركت الشركة في معرض كومدكس لاس فيجاس 1989 وعرضت هذه البطاقة للجمهور، اصطف الحضور في طوابير طويلة لشراء هذه البطاقة العجيبة، وكان من ضمن الواقفين المغني الشهير مايكل جاكسون، الذي جذبته الجودة العالية للموسيقى الصادرة من جناح الشركة وعبر هذه البطاقة، كما وأقنع سيم العديد من مطوري ومبرمجي ألعاب الكمبيوتر كي يدعموا استخدام بطاقاته الصوتية في ألعابهم، وهو الأمر الذي عاد بنتائج إيجابية للغاية، كما أقنع شركة تاندي بشراء بطاقاته الصوتية وتركيبها على حواسيب تاندي. بعدها، عاد سيم إلى سنغافورة، فلقد حقق الهدف الذي سافر من أجله وزيادة، إذ بلغت مبيعات عام 1989 قرابة 5.5 مليون دولار. في عام 1994، بلغت الأرباح الاجمالية لشركته 650 مليون دولار.
رغم أنه اليوم من مليارديرات سنغافورة، لكن قصته لم تخلو من الخسائر، فالنجاح العريض الذي حققته بطاقات الصوت جعلت المئات من المقلدين يظهرون بسرعة وبسعر أقل، ما بدأ يقلص الأرباح، ولذا قرر سيم ألا يبقى معتمدا على منتج واحد، فدخل معترك تصنيع مشغلات أقراص الليزر / الأقراص المدمجة أو CD Rom لكن دخوله هذا جاء في وقت كانت أسعار هذه المشغلات تتراجع بسرعة كبيرة نتيجة زيادة العرض عن الطلب، وهو الأمر الذي كبد الشركة 100 مليون دولار خسائر في صورة مخزون بائر ما جعل سعر سهم الشركة في البورصة الأمريكية يخسر 75% من قيمته. الأمر ذاته تكرر مع بطاقات العرض / الفيديو / الجرافيكس وبطاقات الموديم وكاميرات الدردشة، والسماعات الصوتية، وفي خضم كل ذلك، قرر شركاء سيم التخارج من الشركة وتركوه وحيدا في قلب العاصفة.
هذه الاخفاقات المتتالية أظهرت أن الخوف من الاعتماد على منتج واحد ليس مبررا، إذ استمر اسم ساوند بلاستر مشهورا ومحققا للمبيعات رغم محاولات المقلدين، ووجد سيم في مشغلات الموسيقى ام بي3 المحمولة المنتج الذي يمكن له تكرار تجربته الناجحة معه، وأما اليوم، فالشركة تصمم وتصنع معالجات صوتية إلكترونية تعمل على متن الهواتف النقالة واللوحيات، وتركز كذلك على صناعة اللوحيات (تابلت).

المصدر: مدونة شبايك.

قصة نجاح المرأة خلف شركة رجلان وشاحنة

بدأ الأمر كله في صيف 1985 عن دون قصد من ماري الين شيتس Mary Ellen Sheets حين قرر ابناها – لحاجتهما للمال – استغلال الاجازة الدراسية الصيفية في تأسيس شركة صغيرة للنقل والشحن باستخدام سيارة شاحنة قديمة مملوكة للعائلة. اقترحت الأم على الأبناء تسمية الشركة رجلان وشاحنة أو Two Men and a Truck ورسمت لهما شعار الشركة على ورقة محارم / كلينكس، والذي لا يزال مستخدما لليوم رغم بساطته، وهم عملا في مجال نقل القمامة والحشائش بداية، ومن بعدها الأثاث والمفروشات. ما أن انتهت الاجازة الصيفية حتى سافر الابنان من أجل دراستهما الجامعية، ثم حدث أن عادت الأم من عملها ذات يوم لتجد 12 رسالة مسجلة في ماكينة الرد الآلي على الهاتف المنزلي من عملاء يطلبون خدمات الشركة.

كانت الأم ماري تعمل في وظيفة حكومية كمحلل نظم في ولاية ميتشجن براتب فخم ومزايا إضافية أفخم. لم تكن الأم بحاجة لجني المزيد من المال، لكنها كانت تحب خدمة الغير، ولذا قررت أن تستمر في هذه المغامرة التجارية على سبيل الهواية، ولذا حافظت على الاسم التجاري، ولأن الشاحنة التي كان يستخدمها ولديها كانت في حالة سيئة للغاية، قررت شراء شاحنة مستعمل أخرى في حالة يمكن استعمالها، ولهذا الغرض خصصت 350 دولار فقط. هذا المبلغ بالكاد غطى شراء شاحنى ذات طول 14 قدم، وبمزيد من المال وظفت ماري رجلين آخرين لكي يكون اسم الشركة صادقا. غني عن البيان أن عمل ماري النهاري، وتبرعها في مساعدة المستشفيات والمرضى، كل هذا ساعدها كثيرا على إدارة العاملين والعملاء، وعلى تحليل الأرقام والنفقات.
ثم حضرت ماري محاضرة تحدثت عن أهمية التعهيد (فرانشيز) فبدأت ماري بأن عهدت إلى أختها في أطلنطا بأن تبدأ أول فرع فرانشيز في بلدها، وكان ذلك في العام التالي لبدء نشاط الشركة، وأما في نهاية العام الأول فكان صافي الربح الف دولار، ولما لم تكن ماري على علم بالمحاسبة والضرائب، تبرعت بالعائد كله لعشر جهات خيرية، حصلت كل منها على شيك بمئة دولار! حتى اليوم، وشركة الرجلان وشاحنة تتبرع لأوجه الخير الكثيرة. هذا التبرع الخيري جعل شعار الشركة على حق بدوره: الناقلون الذين يهتمون أو Movers who care. في عام 1989 استقالت ماري من وظيفتها المريحة لتتفرغ لإدارة الشركة التي تكبر، واشترت شاحنة جديدة تماما ووظفت المزيد من العاملين.
أكثر ما تميزت به ماري هو عشقها الشديد لتقديم خدمات تفيد العملاء بدون استغلال حاجات الناس لتحقيق ربح سريع، وتقديم مساعدات للمجتمع من حولها، وهي اشتهرت بمبدأ الجدة، أو معاملة الجميع كما كانوا ليتوقعوا جدتهم لتعاملهم Grandma Rule. هذا الأمر جعل كثيرون يتحدثون عنها وعن شركتها، الأمر الذي جلب لها المزيد من الأعمال والنقليات. مع زيادة حجم الشركة، استعانت ماري بابنتها وابنيها، لكن بعد أن عهدت لكل منهم بإدارة فرع من فروع الشركة في موقع جديد، لإثبات الكفاءة وفهم طبيعة العمل.
عانت الشركة خلال فترة الكساد، لسبب مختلف تماما، فمع الأزمة المالية وخسران الكثير من الأمريكيين لوظائفهم مما اضطرهم للانتقال إلى حيث السكن الأرخص، الأمر الذي زاد الطلب على خدمات الشركة، وطمعا في زيادة المبيعات، بدأ فريق العمل في الشركة بشكل تلقائي في السعي الحثيث نحو زيادة البيع، بشكل جعلهم لا يقدمون خدمة جيدة ولا يهتمون بشكاوى العملاء، وفي نهاية الأمر بدأ سيل الطلبات يتراجع وبدأت سمعة الشركة تسوء، الأمر الذي تطلب وقفة سريعة لمعرفة مواطن الخطأ والخطر، ومعالجة ذلك، في خطة طويلة تعتمد على توحيد النظام المحاسبي والاعتماد على الحوسبة السحابية بشكل تام.
بنهاية أغسطس 2012 كان لدى الشركة أكثر من 4500 موظفا موزعين على 220 فرعا في 32 ولاية أمريكية، و 20 موقعا في كندا، وموقع وحيد في لندن وآخر في دبلن (ايرلندا)، بأسطول شاحنات يربو عن 1300 شاحنة نفذت أكثر من 353 ألف عملية نقل، بمبيعات قدرها 220 مليون دولار، لتكون أكبر شركة نقليات بنظام الفرانشيز في الولايات المتحدة، ويتولى الابن الأكبر منصب المدير التنفيذي للشركة خلفا لأمه منذ عام 2009، والتي لا زالت عضو في مجلس الإدارة، وتتولى مع ابنتها إرسال بطاقات تهنئة بخط اليد للعاملين في الشركة في ذكرى ميلادهم.

المصدر: مدونة شبايك.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More