السبت، 7 ديسمبر 2013

صدى الصوت في غياب الضوء

لم يخطر في بال ذلك المتنمر الذي تسلل من وراء الصبي الأعمى ليضربه على وجهه ويجري، أن هذا الصغير قادر على الجري وراءه مثل الريح، ولم يتمكن عقله الصغير من تفسير هذا الصوت الذي يطلقه الكفيف الصغير من فمه، كان كل ما شعر به المتنمر هو ضربة هوت على وجهه من كف الصبي الأسود الذي لحق به وأوقفه وأخذ القصاص بيده.

وهو ابن شهور في هذه الدنيا، خسر بن اندروود Ben Underwood بصره لمرض السرطان، ولم يفهم أحد بعدها كيف تمكن بن من تطوير حاسة السمع لديه لتعتمد على نظرية صدى الصوت في تحديد مواقع الأجسام أو Echolocation، كل ما فهمه بن الصغير هو أن حين يطرقع بلسانه، يعود الصوت إلى أذنيه بطريقة خاصة، تعكس له طبيعة الأجسام من حوله، وبشكل آلي، بدأ بن يطرقع بلسانه ليعرف محيطه وما فيه.
وراء كل ناجح صغير شخص وضعه على أول الطريق، وفي حالة بن كانت أمه التي – كما كتبت هي – كانت تجعله يقف على الطرقات وتقول له ضع يدك هنا، هذا هو جانب الطريق وهو ذو طبيعة خشنة، ثم ضع يدك هناك حيث مسار السيارات، وستجد الطريق ناعما من كثرة المرور فوقه، وكذلك فعل أخوته. بهذا المنوال بدأ بن الصغير يدرب أذنيه على تحديد الفرق بين ارتداد صدى الصوت وفق موقعه وحسب الأجسام من حوله. هذا التدريب أتى ثماره فيما بعد، حتى أن بن بدأ يدرك حركة الأجسام بأذنيه.
هذا التدريب مكنه من ممارسة حياته اليومية والرياضة واللعب مع الرفاق بدون عوائق، كما كان يكتب على لوحة المفاتيح بمعدل 60 كلمة في الدقيقة، وكان يهوى تأليف قصص الخيال العلمي، لكن بن لم يكن كفئا ليهزم مرض السرطان الذي عاود الهجوم عليه وانتصر، ليموت بن بأيام قليلة قبل أن يتم 17 سنة من عمره.

المصدر مدونة شبايك.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More